قواعد العلل وقرائن الترجيح
الناشر
دار المحدث للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٥ هـ
تصانيف
لي هذا. فقال: هو بهرج. يقول له: من أين قلت لي: إنه بهرج؟ الزم عملي هذا عشرين سنة حتى تعلم منه ما أعلم» (١) .
قال ابن نمير: قال عبد الرحمن بن مهدي: «معرفة الحديث إلهام. لو قلت للعالم يعلِّل الحديث من أين قلت هذا؟ لم يكن له حجة»، قال ابن نمير: «وصدق، لو قلت له من أين قلت؟ لم يكن له جواب» (٢) .
وعقَّب السخاوي على قول ابن مهدي الأخير: «يعني يعبر بها غالبًا، وإلا ففي نفسه حجج للقبول والرفض» (٣) .
وقال ابن مهدي أيضًا: «إنكارنا للحديث عند الجهَّال كهانة» (٤) .
وقال ابن نمير: «معرفة الحديث بمنزلة الذهب، إنما يبصره أهله، وليس للبصير فيه حجة ...» (٥) .
ومما يدلُّ على قولِ ابنِ مهدي ما حكاه أبو زرعة الرَّازي، وسأله رجل: «ما الحجَّة في تعليلكم الحديث»؟ قال: «الحجَّة أن تسألني عن حديث له علَّة، فأذكر علته. ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميِّز كلام كلٍ مِنَّا على ذلك الحديث، فإن وجدَّت بيننا خلافًا في علته، فاعلم أنَّ كلًا مِنَّا تكلَّم على مراده، وإن وجدَّت الكلمة متَّفقة فاعلم حقيقة هذا العلم» . قال: ففعل
_________
(١) الجامع للخطيب (٢/٣٨٣) .
(٢) العلل لابن أَبي حاتم (١/١٠) والجامع للخطيب (٢/٣٨٣) .
(٣) فتح المغيث (١/٢٣٦) .
(٤) المصدران السابقان، وعني بالجهال من لا علم لهم بالعلل.
(٥) الجامع للخطيث (٢/٣٨٤) .
1 / 15