لغيرك ملكني هوى النفس إنها ... لكل شرور المرء من أصلها أصل وطهرني من شكي وشركي وغفلتي ... ... بنور يقين راسخ فهو الغسل
عليك اعتمادي في أموري جميعها ... ... عليك اتكالي لا سواك له أهل
إلهي كن لي ناصرا ومؤيدا ... فنصرك لي في كل نازلة نزل
أوجه سؤالي في جميع حوائجي ... ... إليك وما في الغير لي أبدا سؤل
وحاشاك عن منعي وردي بخيبتي ... ... فأنت الكريم يستحيل لك البخل
إلهي مالي عنك في لحظة عنى ... ... فلا تنسني ذكراك إن نسي الغفل
وفي فضلك اللهم أرغب دائما ... ... فلا تحرمني المن يا من له الفضل
فأنت عظيم الفضل والجود والعطا ... ... وما غيرك المقصود إن ضاقت بي السبل
إلهي إلى ذاك الجناب الرفيع لا ... ... سواه انتسابي واعتصامي به حل
فلا تبعدني من جوارك طرفة ... ... وإن ساءت الآداب أو قبح الفعل
فأنت حليم واسع العفو غافر ... كريم ورؤوف بالعباد وإن زلوا
ببابك يا ذا الطول لا زلت واقفا ... ألازم قرع الباب ما مسني مل
وكيف يمل العبد من باب سيد ... ولا عار في عبد بذاك ولا ذل
وحاشاك عن طردي عن الباب دونما ... ... بلوغ المنى حاشا لجودك يعتل
فأنت كريم منعم متفضل ... وما المنع من شأن الكريم ولا البخل
وسعت جميع الخلق فضلا ومنة ... ... مقيت تقيت الكل من حيثما حلوا
فمن أم ذاك الباب مختضعا له ... ... ينل كل مأمول ويؤنسه خل
يخض بحر معروف بعيدا قراره ... ... ويذهله ما لا يكيفه عقل
فيا أيها الأخوان أموا لبابه ... بصدق وأخلاص وعن كسل خلوا
تخلو عن النفس الخسيسة إنها ... لشر عدو إنها في الحشى صل
فلولا عيوب النفس ما انحط قدرنا ... ... عن الرسل والأملاك هذا هو الفصل
ولولا عيوب النفس ما كان بيننا ... وبينهم فرق إذا اتحد الأصل
ولا عيوب النفس ما خلقت لظى ... ... ولا خلقت دنيا ولا سلك الجهل
ولولا عيوب النفس ما امتاز في ال ... ... ورى شريف ومشروف رفيع ولا رذل
ولولا عيوب النفس ما انحط جدنا ... ... إلى هذه الأرض الخسيسة من قبل
ولولا عيوب النفس إبليس ما غوى ... ... وأبعد مطرودا أحاط به الخذل ولولا عيوب النفس قابيل ما عصى ... ... بقتل أخيه فاستبيح به القتل
صفحة ٦