إلهي لك الملك المؤبد والبقا ال ... مسرمد والعز الذي ليس ينحل
إلهي لك الملك الذي ماله انقضا ... تبيد وتخلو الكائنات ولا يخلو
إلهي لك الخلق الذي بهر النهى ... جلالا فلم يبلغ إلى كنهه عقل
إلهي لك الخلق العظيم لك المجد ال ... جسيم لك الأمر العميم لك الفضل
إلهي لك التدبير في الكون ما تشا ... يكن ولك الحكم القويم لك العدل
إلهي بدأت الخلق ثم تعيده ... لتجزي كلا سعيه ولكي تبلو
فمن جاء بالحسنى ويسرته لها ... تضاعف له منك المثوبة والفضل
ومن جاء بالعصيان يحمل وزره ... فيا خيبة المسعى وساء له حمل
إلهي أنا العبد الذي جاء حاملا ... ذنوبا وأوزارا بها غرة الجهل
إلهي أنا العبد المسيء الذي جنى ... على نفسه ما لا يطاق له حمل
فإن لم تداركني بعفو ورحمة ... فمن لي وأنت الفيصل الحكم العدل
إلهي أنا العبد الفقير وإن أكن ... غنيا ففقر العبد هو له الأصل
ومالي لا أغدو فقيرا وبالغنى ... تفردت تحقيقا وأنت له أهل
ومالي لا أغدو غنيا وسيدي ... له الملك بالإطلاق يعنو له الكل
إلهي أنا العبد الجهول وكيف لا ... وأصل جميع الحادثات هو الجهل
إلهي إن الاختلاف الذي جرى ... به مبرم التدبير حار له العقل
وسرعة جريان المقادير منك في ... الوجود على وفق المشيئة تحتل
هما منعا أهل النهي عن سكونهم ... إلى حالة مما يمر وما يخلو
إلهي أنا العبد اللئيم وكل ما ... يليق بلؤم العبد فهو له أهل
وأنت الكريم المالك البر ذو العطا ... يليق بك الإحسان والجود والفضل
إلهي أنا العبد الضعيف ولم أزل ... ضعيفا إلى بعد الوجود ومن قبل
وقبل وجودي أنت لي راحم وبي ... لطيف فهبني اللطف يا من له الطول
إلهي إن اللؤم للعبد شيمة ... وطبع لأن العبد من أصله رذل
فإن ظهرت مني المساويء فإنني ... جدير بها والحكم منك والفضل
وإن ظهرت مني المحاسن فهي من ... هباتك فيها المن لي منك والفضل إلهي إن النفس داعية الهوى ... وكل قبيح كان فهي له أصل
صفحة ٢