ومن كتاب روفس في الشراب ترجمة قسطا بن لوقا قال: إن النبيذ يهضم الطعام هضمًا جيدًا ويزيد في جوهره، وهذا الفعل إنما يكون بالحرارة، وليس يوجد شيءٌ يُعين الحرارة ويوقدها غيره إذا كان ملائمًا لها خاصيًا بالطبيعة، وإن أنت غذيت رجلين غذاءً واحدًا، وجعلت شراب أحدهما الماءَ والآخر النبيذ، وجدتَ بينهما من الاختلاف في مقدار الحرارة بونًا بعيدًا. وإذا انهضم الطعام في المعدة وسائر أعضاء البدن انهضامًا جيدًا كان ذلك معينًا على دولم صحة البدن بقوة وزيادة. ولما كان النبيذ يزيد في الحرارة الغريزية والدَّم جميعًا، زاد لون البدن عند شربه إشراقًا وحسنًا.
ويرى أن تقوية النبيذ وتغذيته ليست تخص البدن دون النفس لأنا قد نجد من شرِب سريع الحركة إلى الأعمال بسهولة من غير أن ينالُه تعب ولا إعياء، وكذلك [من] أصاب منه عند الحرب كان في نفسه حربًا وفي أعضائه قويًا.
1 / 56