قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها

الشوكاني ت. 1250 هجري
97

قطر الولي على حديث الولي = ولاية الله والطريق إليها

محقق

إبراهيم إبراهيم هلال

الناشر

دار الكتب الحديثة

مكان النشر

مصر / القاهرة

تصانيف

فَإِن كنت تفهم حجج الله وتعقل براهينه، فَمَا بالك إِذا أوردنا عَلَيْك الْحجَّة من الْكتاب أَو السّنة فِي إبِْطَال مَا أَنْت عَلَيْهِ رجعت إِلَى الالتجاء بأذيال التَّقْلِيد وَقلت: إِنَّك لست مِمَّن يفهم الْحجَّة، وَلَا مِمَّن يُخَاطب بهَا. فَمَا بالك تقدم فِي دين الله رجلا، وتؤخر أُخْرَى؟ ﴿﴾ . اعْتمد على أَيهمَا شِئْت حَتَّى تخاطبك خطاب من أَقمت نَفسك فِي مقَامه. وَعند ذَلِك يسفر الصُّبْح لعينيك، وَتعلم أَنَّك متمسك بحبلٍ غرور. ومصابٌ بخدعٍ زور. وَمَعَ هَذَا فَمن صرت تقلده دون غَيره يَقُول لَك لَا يجوز لَك أَن تقلده، فَأَنت قلدته شَاءَ أم أَبى، ثمَّ أخبرنَا مَا هُوَ الْحَامِل لَك على تَقْلِيد هَذَا الشَّخْص الْمعِين من جملَة عُلَمَاء الدّين، وَمِنْهُم عُلَمَاء الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ؟ ! فَإِن قلت: لكَونه أعلم النَّاس فَمَا يدْريك أصلحك الله بِالْعلمِ وبالأعلم وَأَنت تقر على نَفسك أَنه لَا علم لَك؟ . والمسلمون أَجْمَعُونَ يَقُولُونَ: إِنَّك لَا تعد من أهل الْعلم، وَلَا تدخل فِي عداد أَهله. وَأَيْضًا عُلَمَاء الصَّحَابَة أعلم من صَاحبك وَكَذَلِكَ عُلَمَاء التَّابِعين، فَكيف اخْتَرْت صَاحبك عَلَيْهِم؟ . ثمَّ أخبرنَا هَل وجد فِي أَيَّام الصَّحَابَة. وَالتَّابِعِينَ مقلد لأَحَدهم أَو لجَماعَة مِنْهُم، بل لم تحدث بِدعَة التَّقْلِيد إِلَّا فِي الْقرن الرَّابِع، وَلم يبْق إِذْ ذَاك صَحَابِيّ وَلَا تَابِعِيّ.

1 / 313