وكحديث حُذيفة برقم (١٣) أنَّ النَّبيَّ ﷺ "أتى سُباطة قوم" قال شارحه: "بضم السين، وهو مُلقَى التراب والكناسة ونحوها".
وكحديث سليمان برقم (١٦) في قوله: " أجَلْ " قال شارحه: بسكون اللام، حرف جواب بمعنى نعم.
وفي قوله: " برجيع " قال شارحه: الغائط.
وفي قوله: "انها رِكْسٌ" قال شارحه: أي نجسٌ.
وكحديث سلمة بن قيس برقم (٢٧) عن النَّبي ﷺ أنه قال: " إذا توضأت فانْتَثِرْ " قال شارحه: قال ابن العربي: أي أدخل الماء في الأنف، مأخوذ من النثرة وهي الأنف ".
وكحديث حسان بن بلال برقم (٢٩) عن عمار بن ياسر أنه رأى رسول الله ﷺ "يخلل لحيته" قال شارحه: " قال ابن العربي: أي يُدخل يده في خَلَلها وهي الفُروج التي بين الشعر ".
وهكذا يسري أسلوبه ﵀ مع الألفاظ التي ليس لها إلاَّ معنى واحدٌ، لا يزيد على بيان معناها اللغوي، إلاَّ أنه إزاء المفردات والتراكيب مما يستنبط منه حكم شرعي، أو صورة بلاغية أو نقد حديثي أو فائدة أدبية أخرى يلتفت إليها طويلًا، بزيادة شرح واستخلاص نكتة، ناقلًا أقوال العلماء في المسألة لا يتقدمهم بالرأي -كما سبقت الإشارة-، وهو في نقله يختار من كلامهم أقواه دلالة وأوفاه.
وكأمثلة على هذا:
حديث رباح بن عبد الرَّحمن بن أبي سفيان برقم (٢٥) فقد فحصه الإمام السيوطي من جوانب متعددة؛ بدأه بتحرير متنه حيث قال: " زاد ابن ماجه في أوله: " لا صلاة لمن لا وضوء له "، وزاد الحاكم في آخره: ولا يؤمن بي من لا يحب الأنصار ".
المقدمة / 58