وسأل صادق صفوان يوما: ألا تندم على أنك لم تتزوج ولم تنجب؟
فأجاب بصدق: مطلقا، ولكني ندمت على تجربتي السخيفة مع الزواج.
وطاهر عبيد يزداد ثراء وقرفا ولم يخف وزنه، ولا يعفيه مرضه من إزعاج وكدر بين الحين والحين، وهو وإن ثابر على رغبته في الموت إلا أنه يخاف المرض ومضاعفاته. ووافته أنباء بأن أنوار بدران تزوجت من زميل في المجلة فأبلغنا الخبر دون مبالاة، ويقول صادق صفوان: كيف تتمنى الموت وبين يديك درية ونبيلة؟!
فيقول طاهر مقهقها: حقوق الإنسان ينقصها حق جديد هو حقه في الموت إذا شاء ليتولاه الطب الشرعي بأيسر السبل.
وإسماعيل قدري يمضي في طريقه من مقام إلى مقام ما بين التأمل والحب والجنس، وصحته صامدة بصورة عجيبة. وتمر الأعوام ولكنه يبدو أصغر منا بخمس سنوات على الأقل.
وقال له طاهر عبيد: الطاقة الجنسية لها حدود على أي حال!
فقال بطمأنينة: ربما، ولكن تبقى معي الأزهار والنجوم والليل والنهار، ولا تنس هذا الركن الأمين في قشتمر، ركن الوفاء والمودة الصافية.
أخبرنا أن ابنه هبة الله ذكر له في آخر رسالة تلقاها منه أنه يفكر في العودة إلى مصر وإنشاء مشروع مناسب، فسررنا بالخبر. •••
وتسير الأيام بلا توقف، لا تعترف بهدنة أو استراحة، نحن نكبر وحبنا يكبر، إن غاب أحدنا ليلة لعذر قهري قلقنا وتكدرنا، وفي لحظات الإحساس الفائق يسمعنا الزمن صلصلة عجلاته، ويرينا قبضته وهي تطوي الصفحات الأخيرة. ويتساءل حمادة الحلواني: ترى كيف تجيء النهاية؟
في البيت؟ .. في الطريق؟ .. في المقهى؟ يسيرة رحيمة أم خشنة وحشية؟ وسرعان ما نهرب إلى شتى الأحاديث. ومضت الذاكرة تتمرد فلم يعد حمادة وحده، ويناقش موضوعا ذات يوم ولكنه ينسى اسم من يريد أن يستشهد به، ولما أعياه تذكره قال: أقصد صاحب نظرية الموناد!
صفحة غير معروفة