وشاركناه قلقه الذي لم يفصح عنه مباشرة، وحدث أن انتقلت إحسان إلى رحمة الله، فحزن عليها حزنا صادقا، يقول: أكمل النساء، لولا مرضها الثقيل لحظيت بين يديها بسعادة لم يعرفها بشر.
ويقول: أشد أنواع الغربة هو ما تشعر به في وطنك.
أو يقول: لعن الله العصر، إنه يخطف أقرب الناس إلينا ويحولهم إلى أعداء لنا .. والحقيقة يا أصدقائي أنكم أغلى ما في الوجود.
وهو أول من عرف المرض منا، فأصابه روماتيزم مفصلي فظيع الألم، فتردد على الأطباء، واعتاد الدواء، وغير من عاداته الغذائية .. ولكنه كان يقول: الحمد لله على الإيمان، إنه النعيم في الدنيا والآخرة، كلما تنغص علي صفو أو حزب ألم أو جحد قريب، أو .. أو، كلما طاف بي شيء من ذلك تذكرت الله سبحانه ولذت برحابه وسلمت له أمري فيلهمني الصبر والرضا.
ختام حسن، أو لا بأس به، لولا القنبلة التي فجرها تحت أقدامنا حمادة الحلواني، إذ قال لنا فور قدومه: يا جماعة، وأنا قادم بالسيارة لمحت حرم صادق في النافذة تتبادل إشارة مريبة مع جار شاب في العمارة المجاورة!
تلقينا الخبر كأسوأ داهية تنقض علينا من عالم الغيب، تبادلنا نظرات حيرة، بل استغاثة، متسائلة ملحة، مثقلة بالكرب، وخرسنا حينا حتى قال طاهر: لعلك أخطأت الرؤية أو التفسير!
فقال بوجوم شديد: أنا على يقين مما قلت، فكروا قبل أن يحضر.
فقال طاهر: الأمر خطير جدا.
فقال حمادة: علينا أن نتخذ قرارا.
فقال طاهر: لا بد من اليقين.
صفحة غير معروفة