* وعن عمر بن الخطاب: أنه لما طعن قيل له: يا أمير المؤمنين لو استخلفت، قال: من أستخلف؟ لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيا استخلفته، فإن سألني ربي، قلت: سمعت نبيك يقول: «إنه أمين هذه الأمة». ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا استخلفته، فإن سألني ربي قلت سمعت نبيك يقول: «إن سالما شديد الحب لله»(1).
وقد أحرجت هذه الرواية مشترطي القرشية، فاضطروا إلى تأويلها، فروى ابن كثير(2) عن ابن عبد البر أن عمر كان يعني أن سالما لو كان حيا لاستعان به على تعيين خليفة له، ولما جعلها شورى في ستة. وزعم ابن قتيبة (3) أن عمر أراد أنه لو كان سالم حيا لما شك في أحقيته بإمامة الصلاة. وروي عن القاضي عبد الجبار(4) أنه قال: «يحتمل أن عمر أراد أنه لو كان سالم حيا لم يخالجه الشك في إدخاله في المشورة والرأي، دون التأهيل للإمامة». ويحكى عن ابن خلدون أنه برر قول عمر: بأن العصبية بالولاء تقوم مقام العرقية، إذ كان سالم مولى لقريش، فهو عنده كالقرشي(5). أما العلامة الأمير(6) فذكر: أن ظاهر كلام عمر بن الخطاب يدل على أن رأيه جواز الخلافة في غير قريش. وكذلك قال غيره.
وجاء في أشهر روايات أحداث السقيفة وأكثرها تداولا: أن عمر قال: «إنه لا خلافة إلا عن مشورة، فمن بايع من غير مشورة المسلمين فلا بيعة له ولا بيعة للذي بايع»(7)!
صفحة ٥٩