فتلك الأمور المباغتة وما وقع فيها من اختلاف، وما قيل عنها، وما انتهت إليه لا يمكن أن يقال معها إن الأنصار أذعنوا وأن من بايع بايع تحت تأثير رواية لم تظهر إلا بعد ذلك بزمن!!
(ب) تضعيف الحديث
أشرت فيما مضى إلى أن جميع روايات الحديث قد ضعفت، وأن ما قيل في تواترها أو تلقيها بالقبول لا يساعده الواقع، وهنا سأورد شيئا مما قيل في رد الحديث وتضعيفه جملة، فقد ذهب جماعة من علماء الشيعة زيدية وجعفرية إلى اعتبار هذا الحديث من الأحاديث المردودة جملة وتفصيلا، حيث اعتبره الأمام أحمد بن موسى الطبري(1) من تمويهات قريش ضد الأنصار، وقال: «ثم زادوا فموهوا عليكم بقولهم: إن النبي صلى الله عليه، قال: «الأئمة من قريش، والناس تبع قريش مسلمهم لمسلمهم، وكافرهم لكافرهم».
وقال العلامة علي بن الحسين الزيدي(2): «بلغنا من جماعة أئمة الحديث أن هذا الخبر موضوع».
وقال الشهيد حميد المحلي: «هذا الخبر غير مقطوع به لأنه ليس بمتواتر ولا متلقى بالقبول، ولهذا خالفه عمر بن الخطاب، حيث قال: لو كان سالم مولى حذيفة حيا ما خالجتني فيه الشكوك»(3).
وقال الإمام محمد بن المطهر(4): « إنه مختلق لا أصل له».
وذكر الإمام عز الدين(5): أن الأحاديث التي تدل على أحقية قريش للإمامة قد طعن فيها، وصدر من الصحابة ما يخالفها، وهذا يعني أنهم لم يعتبروها.
وقال الإمام القاسم بن محمد(6): «هذا الحديث غير صحيح» وعلل ذلك بقول عمر: لو كان سالم حيا ما شككت فيه. ولم ينكر عليه من حضر من الصحابة.
صفحة ٥٤