ثم إن أشهر رواة هذا الحديث عنه هو سهل أبي الأسد وهو مجهول أيضا، اختلفوا في معرفة اسمه فضلا عن مكانته(1).
وهذا ما جعل بعض المهتمين يورده من طرق أخرى عن أنس، ولكن بألفاظ مختلفة وطرق لا تخلو من ضعف واضطراب. قال ابن حجر(2): «وإنما يعرف من حديث ذكره الجزري عن أنس، وتابعه جماعة من وجوه غريبة».
أقول ومن تلك الوجوه ما رواه الطبراني(3) عبد الله بن فروخ حدثني ابن جريج عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس.. أعله الهيثمي(4) بعبد الله بن فروخ.
ورواه أبو نعيم(5) من طريق حماد بن أبي رجاء السلمي بخطه عن أبي حمزة السكري عن محمد بن سوقة عن أنس، ولكنه استغربه فقال: غريب من حديث محمد، تفرد به حماد.
وذكر ابن حجر(6) أن الخطيب قال رواه من طريق محمد بن يحيى الإسكندراني حدثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد عن أنس.. ثم قال الخطيب: غريب من حديث مالك لا أعلم رواه عنه إلا محمد بن يحيى الإسكندراني.. قال ابن حجر: بل هو باطل من حديث مالك ما حدث به قط، ولا رواه يحيى بن سعيد.
ورواه الطيالسي (7) من طريق إبراهيم بن سعد عن أنس.. تفرد به إبراهيم، قال أبو داوود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا ينبغي أن يكون له أصل(8).
ورواه الحاكم(9) من طريق علي بن الحكم البناني عن أنس، وفيه: «الأمراء من قريش». وزعم أنه صحيح على شرط الشيخين. ولكن فيه علي بن الحكم، قال الإزدي: زائغ عن القصد فيه لين(10).
وذكر البخاري في التاريخ الكبير(11) روايات في هذا المعنى وأشار إلى أن ذلك ناشئ عن الاضطراب في الرواية.
***
صفحة ٤٤