ومما يعكس مدى حرص الأمويين على تلك النظرية أن معاوية بن أبي سفيان فزع عندما بلغه أن عبد الله بن عمرو يحدث أنه سيكون ملك من قحطان، فقام خطيبا وقال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأولئك جهالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا أكبه الله في النار على وجهه ما أقاموا الدين». هكذا رواه البخاري (1). وفي رواية لأحمد(2): «لا ينازعهم أحد إلا أكبه الله على وجهه ما أقاموا الدين».
صفحة ٣٥