الحلقة الخامسة :-
وقفنا في الحلقة الماضية على أبرز أدله واستدلالات القائلين بأزلية كلام الله العقلية في إطار سعيهم إلى إثبات رأيهم في القرآن ، ونكمل في هذه الحلقة بقية الإستدلالات وهو الاستدلال الثالث والأخير :-
3- حاولوا في هذا الإستدلال أن يثبتوا بطلان القول بأن الله متكلم بكلام محدث ( أي بكلام يخلقه ويحدثه ) ولزوم أن يكون متكلما بكلام قديم ، مستندين في ذلك إلى حقيقة متفق عليها بين الجميع ، وهو أن الكلام لا يعقل ولا يتصور أن يقوم بذاته - أي الكلام - إذ لابد أن يوجد في محل ، ويستحيل أن يكون لا في محل ، كما يستحيل أن يوجد لون لا في جسم ( أيا كان هذا الجسم ) وعليه فإن كلام الله لا يخلو من ثلاث :
إما أن يقوم بذاته تعالى (( أي حال فيه )) ، وهو ما ذهبوا إليه تبعا لقولهم بأزلية كلام الله وعدم خلق القرآن وإما أن يقوم بغيره وهو قول خصومهم الذين قالوا بحدوث كلام الله ومنه القرآن ، وإما أن يوجد لا في محل ، وهذا باطل بالإتفاق....
صفحة ٤٨