] أدلة القائلين بأزلية كلام الله وأن القرآن غير مخلوق [
أولا : من العقل : !!
1- قولهم كما جاء في معالم أصول الدين للرازي الأشعري : ( إن الكلام من صفات الكمال ، فلو كان محدثا لكانت ) الذات الإلهية ( خالية من صفات الكمال قبل حدوثه والخالي عن الكمال ناقص وذلك على الله محال ((6)
ويقول الشيخ حافظ حكمي في كتابه الذي أشرنا إليه سابقا ، ناقلا رأي السلف ( أي الحنابلة بشكل خاص ) ما نصه : ) وكلامه تعالى صفة من صفاته من لوازم ذاته ( (7) ، ويقول في موضع آخر عن تكليم الله لموسى عليه السلام : ) بل أسمعه كلامه الذي هو صفته اللائقة بذاته ( (8)
وهذا يعني أولا أن موسى عليه السلام سمع صفة الله !! القديمة القائمة بذاته - كما يزعمون - فتأمل واعجب !!
علما بأنه من المعلوم والثابت أن كل ما أدركته حواس الإنسان فهو حادث ومخلوق ، ومعلوم أيضا أن القديم لا يمكن أن يكون محلا للحوادث ، وإلا لانتفى قدمه ، وبالتالي ألوهيته
فكيف يحل في ذات الله ما يمكن سماعه بحاسة السمع ؟!
وهل يعقل أن يسمع موسى عليه السلام صفة قديمة قائمة بذاته تعالى ؟!!
بل هل يجوز أن يقال ذلك ؟!
والعجب أنهم قالوا بأن السمع مخلوق والمسموع - أي كلام الله - غير مخلوق !! مع أن المسموع إنما سمع بصوت ولو لم يكن كذلك لما كان مسموعا أصلا ، ولما سمعه موسى عليه السلام بحاسة السمع ، وهم يرون بأن الله كلمه بصوت صادر منه مباشرة ( أي لم يخلقه ويحدثه كما أكدته العدلية ) ، ومعلوم أن الصوت لا يحصل إلا عن حركة واهتزاز ، أو عن اصطكاك الأجسام ، أو بواسطة آلة جارحة يصدر عنها ( كما هو حال المخلوقين ) ، وكل ذلك ممتنع في حق الله لأنه خالقه ، كما أن انتقال الصوت إلى أذن السامع لا يتم إلا عبر الهواء الذي خلقه الله وفطره على حمل الأصوات ، ومحال أن تكون صفته القديمة - كما يزعمون - محتاجة لما هو حادث ومخلوق ،وبهذا يثبت أن المسموع مخلوق محدث ، وما سمعه موسى عليه السلام هو كلامه تعالى الذي أحدثه وخلقه .....
صفحة ٤٢