] مضامين القرآن الكريم تشهد ببطلان قدمه [
أكد القائلون بخلق القرآن بأن وجوه الكلام في القرآن من أمر ونهي وخبر واستخبار ووعد ووعيد تدل في حد ذاتها على استحالة قدم القرآن واستحالة أن يتكلم الله به في الأزل مستدلين بعدة استدلالات من القرآن نفسه منها :
1- أن القرآن الكريم لو كان قديما أو تكلم الله بما فيه أزلا بحروفه وألفاظه - كما ذهبت إليه السلفية - للزم من ذلك الكذب عليه تعالى ، وإيضاح ذلك فيما أورده الإمام يحيى بن حمزة من أنه لو كان قديما : لكان قوله تعالى : ( ولقد نادانا نوح ) ، وقوله : ( وأوحينا إلى إبراهيم ) ....( وآتينا داود زبورا ) وسائر الأخبار والقصص كذبا لا محاله لان الأخبار عن وقوع ما لم يقع في الماضي يكون كذبا والكذب على الله تعالى محال .(10)
2- أن القرآن لو كان قديما للزم منه العبث والقبيح على الله تعالى ، ذلك أن في القرآن أوامر مثل قوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) وحصول ذلك في الأزل قبل وجود المخلوقين والمكلفين المخاطبين بذلك قبيح وعبث ولا شك أنهما ممتنعان في حق الله تعالى .
3- لو كان قديما للزم منه العبث والهذيان ، ذلك أن في القرآن الكريم ( يا إبراهيم ....) ( يا موسى إني أنا الله ...) ومناداة أنبيائه قبل أن يخلقوا عبث وهذيان واضحان تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ..... إلى آخر ما هنالك مما يلزم نسبة القبائح إلى الله جل وعلا ، وثبوت امتناعها في حقه تعالى أمر لاشك فيه ولا ريب وبذلك يبطل أن يكون القرآن قديما ، وإذا بطل قدمه ثبت حدوثه وخلقه .....
صفحة ٣٥