] الدليل على استحالة أزلية كلام الله وقدم القرآن [
والأهم من كل ذلك يتمثل في الإشكال الحقيقي والرئيسي الذي طرحه القائلون بخلق القرآن وأثبتوا من خلاله أن كلام الله يستحيل أن يكون أزليا
وبعبارة أخرى : يستحيل أن تكون صفة المتكلمية صفة ذاتية قديمة أزلية ، كما يستحيل أن يكون كلام الله قائما بذاته ، ذلك أن الكلام - من حيث الحقيقة والماهية - ليس سوى هذه الحروف والأصوات والألفاظ المسموعة المركبة منها ، ومن البديهي والمعلوم بالضرورة أن كل مركب حادث ، لم يكن ثم كان ، ومن المعلوم بالضرورة أيضا أن الحروف والأصوات حادثة ومخلوقه لم تكن ثم كانت ، ومحال أن تكون أزلية قديمة ، بدليل أن الحروف منظومة ومتوالية والكلمات المكونة منها متتابعة يتلو بعضها بعضا ، واللاحق منها ينعدم في وجود سابقه أنها مسبوقة ، أي بالعدم حصلت بعد أن لم تكن ، وما ثبت عدمه انتفى وامتنع قدمه ، والقديم لا يجوز عليه العدم بالطبع ، أما الأصوات فهي مقطوعة ومسموعة ، وكل مسموع هو حادث ، وهو غير الخالق له ، ومحال أن يكون صفته ، فما بالك والكلام - الذي نطلقه أو نسمعه - مركب من حروف وأصوات .....
صفحة ٢٨