وكان الأساس الذي انطلقوا منه وبنوا عليه فكرة قدم المسيح وأزليته وبالتالي ألوهيته ما علموه من قبل وبلغهم أمره وهو ما خص به نبي الله عيسى عليه السلام دون سواه - نتيجة خصوصية مولده أصلا ومعجزة ولادته من غير أب - من وصفه بأنه ( كلمة الله ) التي مثلت بالنسبة لهم العلم ( الأقنوم الثاني ) - باعتبارها مظهرا له - واعتبروها دالة على قدم المسيح وأزليته ومن ثم ألوهيته !!.. حيث ( أجمع المسيحيون على أن كلمة الله في دلالتها على السيد المسيح قديمة ) . ( 5)
ومعلوم أن القرآن الكريم قد وصف المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام دون سواه من الأنبياء والرسل بأنه ( كلمة الله ) التي كان مفهومها في وصف المسيح عليه السلام - لدى المسلمين - مغايرا تماما لما ذهب إليه النصارى من قبل نتيجة قولهم بألوهيته ، ولم تكن تمثل - لدى المسلمين - مصطلحا خاصا يرتبط به عليه السلام كما هو الحال للنصارى ، وإنما تدل -باعتبارها لفظا مفردا - على كلمات الله وكلام الله الذي يتمثل بدوره في القرآن الكريم بشكل خاص ، إضافة إلى دلالتها على أن الله سبحانه ( متكلم ) .
كما أن ( كلمة الله ) لم تكن تنصرف في أذهان المسلمين إلى المسيح عليه السلام ، ناهيك عن أن غالبيتهم العظمى لم يكونوا على اطلاع بعلم اللاهوت لدى النصارى وآرائهم وأفكارهم ويجهلون ما تعنيه ( الكلمة الإلهية ) لديهم وما حملته من دلالة على قدم المسيح ومن ثم ألوهيته .
الهوامش :-
(5) المصدر السابق ج1 ص53 .
....
صفحة ٢٢