ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

غازي بن سالم أفلح ت. غير معلوم
84

ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

الناشر

مكتبة دروس الدار

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م

مكان النشر

الشارقة - الإمارات

تصانيف

وعن أبي ذر ﵁ أن النبي ﷺ سأله رجل، فقال أيُّ العمل أفضل؟ قال: «إِيمَانٌ بِاللهِ وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِه» متفق عليه (^١). والأحاديث في هذا الباب كثيرة. ولما جاء وفد عبد القيس إلى النبي ﷺ قال لهم: «آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ: الإِيمَانِ بِاللَّهِ، ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَأَنْ تُؤَدُّوا إِلَيَّ خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ …» (^٢) الحديث. فهذه الأدلة تدل على أن أرفعَ شعب الإيمان: الإيمانُ بالله ﷾. وقد ذكر الحافظ البيهقي -رحمه الله تعالى-، عن شيخه الحليمي ﵀: أن الإيمان بالله يتضمن عدة أمور (^٣)، ونحن نلخصها إن شاء الله من شروحات العلامة ابن عثيمين ﵀ فإنه لخَّص هذا الباب تلخيصًا حسنًا. الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور الأمر الأول: الإيمان بوجود الله. والأمر الثاني: الإيمان بربوبية الله. والأمر الثالث: الإيمان بألوهية الله. والأمر الرابع: الإيمان بأسماء الله وصفاته. فقولك: "آمنت بالله" يقتضي هذه الأمور الأربعة، وقد دلَّ عليها كتاب الله ﷾. الأمر الأول: الإيمان بوجود الله وقد ذكرنا لكم فيما مضى أوَّلَ أمر في القرآن، وأوَّلَ نداء في القرآن وهو في قول الله ﷾: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (٢١)﴾ [البقرة] ثم قال ﷾: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٢)﴾ [البقرة]. وهذه الآيات إذا تأملناها فإنها في تحقيق هذا الأصل العظيم، وهو الإيمان بالله. بدأ بماذا؟ بدأ بتحقيق الإيمان بوجود الله ﷾ فإن هذه الآيات فيها إقامة البراهين

(^١) البخاري (٢٥١٨)، ومسلم (٨٤). (^٢) البخاري (٥٢٣)، ومسلم (١٧) من حديث ابن عباس ﵄. (^٣) انظر في ذلك شعب الإيمان، شرح الحديث (٨٨).

1 / 90