ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان
الناشر
مكتبة دروس الدار
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م
مكان النشر
الشارقة - الإمارات
تصانيف
الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال ﵊: «أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا» (^١). فكان نبينا ﷺ وكذا سائر الأنبياء من أعبد الناس وأكثرهم تعبُّدًا لله -جل وعلا-.
وأرشد ﷺ عبد الله بن عمرو ﵄ إلى صيام نبي الله داود ﵍.
فعن عبد الله بن عمرو ﵄ قال: أُخبِر رسول الله ﷺ أني أقول: والله لأصومنَّ النهار، ولأقومنَّ الليل ما عشت. فقال له رسول الله ﷺ: «أنْتَ الَّذِي تَقُولُ: وَاللَّهِ لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ وَلَأَقُومَنَّ اللَّيْلَ مَا عِشْتُ» قلت: قد قلته. قال: «إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ؛ فَإِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ» فقلت: إني أطيق أفضل من ذلك يا رسول الله. قال: «فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمَيْن» قال: قلت: إني أطيق أفضل من ذلك. قال: «فَصُمْ يَوْمًا وَأَفْطِرْ يَوْمًا، وَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ، وَهُوَ أَعْدَلُ الصِّيَامِ» قلت: إني أطيق أفضل منه يا رسول الله، قال: «لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ» (^٢).
الرسالة والنبوة مختصة بالرجال:
والأنبياء كانوا من الرجال وكانوا ذكورًا، وهذا الذي ذَهَبَ إليه كثير من أهل العلم؛ لأنَّ الله -جل وعلا- يقول: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ﴾ [الأنبياء: ٧].
وذَكَرَ بعض العلماء ما يتعلق بنبوة مريم ﵍ ونبوة غيرها من النساء والصحيح الذي عليه الجمهور -ونقل عليه الإجماع- أنه ليس في النساء نبيَّةٌ يُوحَى إليها (^٣).
يقول شيخ الإسلام ﵀: بَلْ لَيْسَ فِي النِّسَاءِ نَبِيَّةٌ، كَمَا تَقُولُهُ: عَامَّةُ النَّصَارَى وَالْمُسْلِمِينَ. وَقَدْ ذَكَرَ إِجْمَاعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِثْلُ: الْقَاضِيَيْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ الطَّيِّبِ
(^١) البخاري (١١٣٠)، (٤٨٣٦)، (٦٤٧١) ومسلم (٢٨١٩) عن المغيرة ﵁ والبخاري (٤٨٣٧) ومسلم (٢٨٢٠) عن عائشة ﵂. (^٢) البخاري (١٩٧٦)، (٣٤١٨)، ومسلم (١١٥٩). (^٣) انظر: تفسير ابن كثير ت سلامة (٤/ ٤٢٣)، الموسوعة العقدية - الدرر السنية (٤/ ٢٢، بترقيم الشاملة)
2 / 67