ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

غازي بن سالم أفلح ت. غير معلوم
130

ري الظمآن بمجالس شعب الإيمان

الناشر

مكتبة دروس الدار

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٤٤ هـ - ٢٠٢٢ م

مكان النشر

الشارقة - الإمارات

تصانيف

فهو ملحد في الأسماء ا. هـ (^١) معنى التحريف: والتحريف في باب الأسماء والصفات: هو تغيير ألفاظ نصوص الأسماء والصفات أو معانيها عن مراد الله بها. فهو إما تحريف للفظ أو تحريف للمعنى. مثال تحريف اللفظ: تحريف إعراب قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (١٦٤)﴾ [النساء] فإنه يُروى أن عمرو بن عبيد المعتزلي (^٢) قال لأبي عمرو بن العلاء (^٣) أُحبُّ أن تقرأ هذا الحرف ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (١٦٤)﴾ ليكون موسى ﵍ هو الذي كلم الله ولا يكون في الكلام دلالة على أن الله كلم أحدًا -يعني يحوله من الرفع إلى النصب فيقرأ (وكلم اللهَ)، أي موسى كلم الله، ولم يكلمه الله، -، فقال له وكيف تصنع بقوله تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ﴾ [الأعراف ١٤٣]، -يعني هذا لا يمكن تحريفه (^٤). مثال تحريف المعنى: قول المعطلة في معنى استوى: استولى: في قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)﴾ [طه]. قال ابن القيم ﵀: وَأَمَّا ادِّعَاؤُهُمُ الْمَجَازَ فِي الِاسْتِوَاءِ وَقَوْلُهُمْ فِي تَأْوِيلِ اسْتَوَى: اسْتَوْلَى فَلَا مَعْنَى لَهُ؛ لِأَنَّهُ غَيْرُ ظَاهِرٍ فِي اللُّغَةِ وَمَعْنَى الِاسْتِيلَاءِ فِي اللُّغَةِ الْمُغَالَبَةُ وَاللَّهُ تَعَالَى لَا يُغَالِبُهُ وَلَا يَعْلُوهُ أَحَدٌ، وَهُوَ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ … وَالِاسْتِوَاءُ مَعْلُومٌ فِي اللُّغَةِ مَفْهُومٌ، وَهُوَ: الْعُلُوُّ وَالِارْتِفَاعُ عَلَى الشَّيْءِ وَالِاسْتِقْرَارُ وَالتَّمَكُّنُ فِيهِ، … إلخ (^٥).

(^١) شرح العقيدة الواسطية (١/ ١٢٢) (^٢) قال الإمام أحمد: ليس بأهل أن يحدث عنه، مات سنة ثمان وأربعين ومائة. وقال: كان عمرو بن عبيد رأس المعتزلة، وأولهم في الاعتزال ا. هـ انظر: بحر الدم (ص: ١١٨) (^٣) شيخ القراء والعربية وكان متبعا للأثر، قال أبو منصور الأزهري في " التهذيب ": كان من أعلم الناس بوجوه القراءات وألفاظ العرب ونوادر كلامهم وفصيح أشعارهم. (^٤) انظر: القصة في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (٣/ ٣٠٣) لشيخ الإسلام، والصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة (٣/ ١٠٣٧) لتلميذه ابن القيم. وشرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفي. ت الأرناؤوط (١/ ١٧٧) (^٥) اجتماع الجيوش الإسلامية (٢/ ١٤٤).

1 / 136