============================================================
وأما الحارث بن مسكين فإنه ولاه قضاء مصر جعفر المتوكل سنة سع وثلاثين ومائتين، جاءته رلاية القضاء وهو بالإسكندرية، ثم حمل إلى مصسر، فكان قاضيها إلى أن عزل يوم الجمعة لسبع ليال بقين من شهر ربيع الآخر سنة خمس وأربعين ومائتين : وأما سحنون بن سعيد التنوخى، فإنه ولاه قضاء [فريقية محمد بن الأغلب التسيمى سنة أربع وثلاثين ومائتين، وتوفى سحنون قاضيا غير معزول يوم الثلاثاء لسبعة أيام مضت من رجب سنة آربعين ومائتين.
وأما سعيد بن سليمان، فإنه ولاه قضاء الجماعة بقرطبة عبد الرحمن ابن الحكم - رحمهما الله - فكان قاضيه حتى مات عبد الرحمن - رحه الله - ثم آقره على القضاء محمد بن عبد الرحمن - رضى الله عنه - فقضى له نحو السنتين، ثم مات بقرطبة قاضيا غير معزول: قال محمد: ولم أسمع بتاريخ ولايته القضاء متى كان ، غير أنه كان بلاشك بعد سنة آربع وثلاثين ومائتين .
قال خالد بن سعد : أخيرنى بعض أصحابنا من أهل العلم ، عن أحمد بن عبد الله بن أبى خالد : أنه أدرك القاضى سعيد بن سليمان ورآه يقضى بين الناس، وأنه لما أراد الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه الله - أن يوليه القضاء بقرطبة أرسل فيه رسولا، فوافقه وهو يقف على أزواج له يحرثن بفحص البلوط فى ضيعته ، فقال له الرسول : تركب إلى قرطبة، فإن الأمير ذهب إلى توليتك القضاء ، قال له : دعنى حتى أبلغ الى منزلى اتجهز بما أحتاج إليه ، فأبى الرسول أن يتركه ، وقال : كن هاهنا معى، وأرسل إلى منزلك فى دابتك وما تحتاج إليه من الزاد ، فنمعل ،
صفحة ١٣٦