ثم إذا منعهن الزنى غلبه عليهن مخارج بيوت الكشاخنة ترميهن في حجور الزناة. ثم هن أمهات أولاد من قد بلغ بالحب أن غفروا لهن كل ذنب، وأغضوا منهن على كل عيب.
وإذا كن في منزل رجل من السوقة عذرتهن، وإذا انتقلن إلى منازل الملوك زال العذر. والسبب فيه واحد، والعلة سواء.
وكيف تسلم القينة من الفتنة أو يمكنها أن تكون عفيفة، وإنما تكتسب الأهواء، وتتعلم الألسن والأخلاق بالمنشأ، وهي تنشأ من لدن مولدها إلى أوان وفاتها بما يصد عن ذكر الله من لهو الحديث، وصنوف اللعب والأخانيث، وبين الخلعاء والمجان، ومن لا يسمع منه كلمة جد ولا يرجع منه إلى ثقة ولا دين ولا صيانة مروة.
وتروي الحاذقة منهن أربعة آلاف صوت فصاعدا، يكون الصوت فيما بين البيتين إلى أربعة أبيات، عدد ما يدخل في ذلك من الشعر إذا ضرب بعضه ببعض عشرة آلاف بيت، ليس فيها ذكر الله عن غفلة ولا ترهيب من عقاب، ولا ترغيب في ثواب؛ وإنما بنيت كلها على ذكر الزنى والقيادة، والعشق والصبوة، والشوق والغلمة.
صفحة ١٧٦