126

قصة طروادة

تصانيف

وتخفق قلوب القوم، ثم ينظرون فيرون إلى ديوميد قد أنهى الشوط، ونزل من عربته فصافح فونيكس، واستحق بذلك الجائزة الأولى.

وتلاه أنتيلوخس، ثم منلوس الملك ثم مريونيس وكان أبطأهم.

وسكن القوم قليلا، وإذا هم يبصرون يوميلوس المقدام يسوق جياده، وخلفها عربته التي حطمتها مينرفا، فيثير مرآه قهقهة عالية وصخبا لا يقطعهما إلا أخيل بصيحة راجفة تعيد إلى الملأ وقارهم، ويقضي ليوميلوس بالجائزة الرابعة «لأنه لولا الحظ العاثر لكان صاحب الجائزة الأولى!»

واشرأبت الأعناق حين أعلن أخيل عن دورة الملاكمة.

وشارك فيها من الأبطال إبيوس فتى مفتول السواعد مكتنز العضل، رحب الصدر، له قبضتان كأنهما حراشف جذور بارزة من جذع شجرة، ألقت بها الريح في يوم عاصف، ونهض إلى جانبه شاب قوي بادي البأس، لم يلبث القوم أن عرفوا فيه يوريالوس بن مسيتوس، الذي طالما شارك في أولمبيات الملك أوديبوس، وكان أبدا فتاها وفارس حلبتها.

وأعطيت الإشارة فانقض الأسد على الأسد، وارتطم الجبل بالجبل، ولبث البطلان يكيل أحدهما للآخر لكمات كانت تقشعر لها أبدان الآلهة، وتنتفض من هولها أفئدة الرجال، ثم لاحت فرصة للبطل إبيوس كال فيها لخصمه لكمة في ذقنه

4

ألقته فوق أديم الأرض بين هتاف الجند وضجيج القادة، وبذا استحق إبيوس الجائزة الأولى، وهي بغل أشهب مسرج في شدقيه لجام من الحديد يتصل به عنان من الفضة. أما يوريالوس فقد أفاق من اللكمة القاسية لينال كأسين جميلتين أعدتا للفائز الثاني!

وأرهفت الأسماع حين نهض أخيل يعلن عن دورة المصارعة التي لم يجرؤ أحد أن يتقدم إليها حتى أوشك زعيم الميرميدون أن يلغيها لو لم ينهض أوليسيز ويتبعه أجاكس متثاقلين!

وأهطعت الرقاب ذاهلة نحو الزعيمين الهولتين، وشخصت الأبصار ترى إلى الجبل يأخذ بتلابيب الجبل، والبحر ذي العباب يصاول البحر ذا العباب، والشهاب الراصد يندق على الشهاب الراصد، لا هذا ينال فرصة من ذاك، ولا ذاك يرى ثغرة ينفذ منها إلى هذا، والقلوب أثناء ذلك تخفق وتخفق، والقشعريرة الباردة تشيع في أصلاب هؤلاء وهؤلاء، كل يتمنى أن يفوز رجله ... حتى ثارت عجاجة حول البطلين انجلت عنهما صريعين فوق الأرض، لم ينل أحدهما من الآخر! فكان القضاء العادل من السماء!

صفحة غير معروفة