ورماني في ذله ومناحي
بنت عمي ومنيتي وسروري
زوجها بمالك بن الرباح
قطعوا على مهرها ثقيلا
كل هذا فجئته باللاح
بينما أنا سائر في جمع مالي
وعبيدي والخيل أبغي المراح
ثم إن المقداد أسرع في مسيره ليلا ونهارا وإذا بغبرة سائرة من صدر البرية، فلما نظر المقداد إلى تلك الغبرة هو وجواده نحوها لينظر ما هي، وإذا جمالا محملة يقدمها فارس كأنه البدر في ليلة تمامه وكماله كأنه قلة من القلل أو قطعة فصلت من جبل قال: فلما رآه المقداد صاح عليه صيحة منكرة وقال له: دع ما معك وانج بنفسك سالما قبل أن تحل بك المنية وأطرحك ومن معك في هذه البرية. قال الراوي: فلما سمع الإمام علي عليه السلام كلمة المقداد صاح عليه صيحة عظيمة تزعزعت منها الجبال وقال له: ارجع ويلك من حيث أتيت، فما لك عندنا من طمع. قال: فلما سمع المقداد كلام الإمام علي عليه السلام حمل عليه وتبع الحملة بزعقة، فقال الإمام: ويلك ارجع من حيث جئت فليس أنا كمثل من لاقيت. فقال المقداد: إني أنا قاتل الشجعان ومبيد الأقران، ولكن خلي ما معك وانج بنفسك سالما قبل أن تحل المنية وأطرحك في هذه البرية. قال: فعند ذلك صاح به الإمام علي عليه السلام وقال له: ويلك يا مقداد أنا فارس الصئول وابن عم الرسول أنا زوج البتول، أنا الفارس الكرار والليث المغوار والأسد الزيار، وأنا قالع الباب والأسد الوثاب، أنا السم والعلقم، وأنا الثعبان الأرقم، أنا الذي سمتني أمي حيدرا، أنا المدعو بكرار أنا ليث بني غالب، أنا مظهر العجائب ومبدئ الغرائب ومفرق الكتائب، أنا سهم الله الصائب، أنا سيف الله الضارب، أنا المذكور في المشارق والمغارب، أنا «علي بن أبي طالب». قال فلما سمع المقداد بذكر علي عليه السلام حتى طار عقله وذهل لبه وتغير لونه وبطل كونه وفر من عند الإمام وأنشأ يقول:
اثبت لغوب مهند ويماني
وانظر فعالي يا فتى الفتيان
صفحة غير معروفة