وحتى عشتار نفسها لم يكن لها القابلية أو الحق في الدخول بين هؤلاء إلا بعد أن نزعت كل ما يسترها ... قطعة بعد أخرى، وأصبحت على صورة العري الكامل، الذي يستلزمه الذهاب إلى هذا العالم.
1
ولهذا السبب كانت «الحياة بالنسبة للبابلي من أعظم وأكثر الآمال، ونعرف منذ العصر السومري أن الملوك والخاصة، الذين أقاموا المعابد وجهزوا الهدايا للآلهة، عملوا ذلك بكل الوضوح، خوفا على حياتهم، حتى تكون هذه الحياة طويلة الأمد، وهذا هو الهدف الذي ينشده الورعون والأتقياء من رجال الدين أيضا، فتقديم القرابين للآلهة يطيل العمر.»
2
ويشرح موسكاتي تطابق وجهة نظر البابليين والسومريين في عالم تحت الأرض بقوله: إنهم اعتقدوا «أن روح الإنسان بعد الموت تنفذ من القبر إلى العالم السفلي أرالو
AraIlu ، وهي مدينة كبيرة يلفها الظلام والتراب، ويعيش فيها الموتى عيشة حزينة كئيبة، يشربون الماء القذر ويأكلون التراب، ولا يمكن التخفيف من هذا البلاء إلا بالقرابين، يقدمها أصدقاء الميت وأقرباؤه، الذين لا يزالون على قيد الحياة.»
3
ومن هنا يعقب «ديورانت» على فكرة البابليين عن العالم البابلي التحت أرضي بقوله: إن «فكرة البابليين عن الحياة الأخرى، كانت في جملتها ... فكرة أموات منهم قديسون، وأنذال، ومنهم عباقرة، وبلهاء يذهبون إلى مكان مظلم في جوف الأرض.»
4
هذا بينما يحيطنا «دو لابورت» علما باسم آخر لهذا العالم، إضافة إلى «أرالو» في قوله: «وبعد أن يعد الميت إعداده الأخير، يهبط إلى الأدمو، إلى الأرض الكبيرة، مأوى الظلمات ... إلى البيت الذى يدخله الداخل ولا يخرج منه، وهو كما تصفه رحلة عشتار ... موضع من الأرض تخيم عليه الظلمات، وتحيط به أسوار سبعة، لكل منها باب واحد، والموتى قد نبتت على جوانبهم أجنحة كأجنحة الطيور، يأكلون التراب ويتغذون بالرغام، هذه هي المملكة التي يتزعمها نرجال (عرفناه باسم كور عند السومريين)، والإلهة اللاتو (وتعني اللات وهى مؤنث إل أو إيل) ... التي تحت أمرها أرواح الطاعون والأمراض التي ترعى الموت، وتحول في المعتاد دون عودتهم إلى الأرض للإيقاع بالأحياء.»
صفحة غير معروفة