JAHIUVAH » حتى نجدنا نقلد خوار الثور بكل دقة! خاصة مع تدقيق «لودز
LODS » في النطق الصحيح لاسم هذا الإله، ووجوب نطقه بفتح ثم ضم فسجول طويلة
16 (والغريب مع ذلك، أن لودز لم يلحظ العلاقة بين النطق بهذا الشكل وبين خوار الثور).
ثم، وحتى ندعم فرضنا أكثر، سنضطر إلى تسجيل أمر هام لاحظناه ، وهو التلبس الواضح للإله «يهوه» بالإله الكنعاني «بعل مولوخ» منذ مراحله المبكرة «والبعل مولوخ» ينطق أيضا ويكتب «بعل مولوك والبعل الملك». ويعني السيد الملك، أو الرب الملك، وكان ذا غرام خاص بدماء الصغار وكانت له احتفالات يأخذ الناس زينتهم فيها، كأنهم في يوم عيد، وكانت دقات الطبول وأصوات المزامير تطغى على صراخ أطفالهم، وهم يحترقون في حجر الإله، وقد حدث في قرطاجنة أثناء حصارها سنة 307ق.م. أن أحرق على مذبح هذا الإله الدموي مائتا غلام من أرقى أسرها، كما كشفت حفائر «كفر الجرة» عن صندوق يضم عظام أطفال، تحت أساس عمود كضحية تأسيس، لبعل مولك، أو الملك.
ومن القصص المشهورة قصة «ميشا» ملك «موآب» الذي ضحى بابنه البكر ليفك الحصار عن مدينته، ولما أجابه البعل، ذبح سبعة آلاف يهودي شكرا وعرفانا.
وملاحظتنا عن تلبس «يهوه» بالإله «بعل مولك»، تبدأ من شغف «يهوه» بدوره بدماء البشر، فهذا الملك «يفتاح» ينذر للرب نذرا قائلا: «إن دفعت بني عمون ليدي، فالخارج الذي يخرج، للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند عمون، يكون للرب، وأصعده محرقة ... ثم أتى يفتاح إلى المصفاة إلى بيته، وإذا بابنته خارجة للقائه ... وهي وحيدة ولم يكن له ابن ولا ابنه غيرها ... ففعل بها نذره الذي نذر» (قضاة 11: 30-39)، ثم انظر مثلا آخر: «وسلمهم إلى يد الجعبونيين، فصلبوهم على الجبل أمام الرب» (صموئيل الثاني 21: 9)، أو «فحمي غضب الرب على إسرائيل، فقال الرب لموسى خذ جميع رءوس الشعب، وعلقهم للرب مقابل الشمس، فيرتد حمو غضب الرب» (عدد 25: 43)، أما النبي «إرميا» فيعلنها صريحة ويقرر أن اليهود كانوا يقدمون أطفالهم مذبوحين محروقين على مذبح البعل الملك (إرميا 9).
ومع مزيد من المطالعة في التوراة يتأكد فرضنا، حتى نكاد نزعم أن «يهوه» لم يكن شيئا آخر غير «البعل الملك»، ولنعد إلى لقاء موسى بيهوه الناري، والنص يقول: «وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط العليقة.» ومع التعبير «ملاك الرب» يستمر النص فيقول: «ناداه الرب من وسط العليقة ... هكذا تقول لبني إسرائيل: «يهوه» أرسلني ... إليكم.» فما المعنى إذن؟ هل كانت نار العليقة ملاك الرب، أم الرب «يهوه» ذاته؟ الواضح في النص أنها الرب بذاته، إذن ما هو تفسير «ملاك الرب»؟ لقد حاولت في بحث سابق «القمر الأب أو الضلع الأكبر في الثالوث» تفسير هذا التضارب المتواتر بكثرة في التوراة ما بين ملاك الرب، و«الرب»، بأن كاتب هذه الأجزاء من التوراة من الكتاب المتأخرين (حوالي 400ق.م. في الأسر البابلي وبعده)، وأن فكرة الألوهية كانت قد سارت حثيثا في تطورها نحو التوحيد، مما حدا بالكاتب إلى محاولة تفادي التعدد عند الحديث مثلا عن الذين دمروا سدوم وعمورة (وهم ثلاثة) فكان يضطر إلى إثبات المعلومة الأصلية المعدة، ثم يتحايل بالقول إنهم ملائكة، لكني لوجه الحق لم أعد مقتنعا تماما بصدق هذا التفسير، لذلك لن أثبته الآن أو أنفيه، إنما أضيف إليه تصورا جديدا أو فرضا جديدا أكثر تماسكا وقبولا، أبدؤه بافتراض وجود خطأ واضح ربما كان في ترجمة النصوص الأصلية فلا شك أن «ملاك الرب» إنما هي أصلا «الرب الملك» أو «البعل مولك، مولوخ»، ويدعم ذلك أن تعبير «ملاك الرب» يرد تبادليا في مواضع كثيرة بالتوراة مع تعبير «الإله أو يهوه»، ومن هنا لا شك يراودنا إذا قلنا إن «يهوه» لم يكن شيئا آخر غير «البعل مولك» أو «الملك»، منادى بالاسم اليهودي الجديد «يهوه».
ولنلحظ أن «شتادة» يرى معنى الاسم «يهوه» هوى بمعنى سقط
17 «يهوه». ولنلحظ أن هوى في اللغة تعني سقط وارتفع في آن معا، الهواء، وهو ما ذهب إليه «فلهاوزن» حين اعتبر «يهوه» إله الريح،
18
صفحة غير معروفة