يقول الدكتور بيلي
Dr. Baillie
في كتابه تفسير الدين
The Interpretation of Religion
ما يأتي:
هكذا نشأ مذهب العصور الوسطى في وسائل المعرفة؛ العقل والوحي، أي العلم والعقيدة. وبناء على هذا المذهب كما صاغه توماس أكويناس في شكله الأخير، يمكن للإنسان أن يصل إلى الحقائق البسيطة بإحدى طريقين مختلفتين كل الاختلاف؛ بمتابعة البحث العلمي والفلسفي من جهة، وبالرجوع إلى التعاليم المقدسة من جهة أخرى، ومن أمثلة هذه الحقائق البسيطة، وجود الله ووحدانيته وخلود الروح، والحقائق البارزة في نظرية بطليموس عن الكون، وإذن فيمكن للعقيدة والعلم إلى هذا الحد أن يسيرا جنبا إلى جنب، أما بقية الطريق فيجب أن تسير فيها العقيدة وحدها، فلا يمكننا أن نعلم شيئا عن تثليث الله، وعن نظرية الخلق، وعن نهاية الحياة الدنيا، وعن الخطة التي رسمها الله للخلاص، إلا بالرجوع إلى الكتاب المقدس. ولو سمع أرسطو بكل هذه الآراء لعدها من الخرافات، ولكنها كانت في نظر علماء القرون الوسطى حقائق لا تقل عما كان يستطيع العلم أن يبرهن على صحته؛ لأن الإنسان قد وصل إليها بطريقة هو أشد وثوقا بها من طريقة العلم.
ويذهب أكويناس إلى أن الله موجود في كل مكان، فهو حال في كل شيء من غير أن يكون جزءا من جوهره، وقد تم خلق العالم بإرادة من الله، واحتفاظ الله بالكون ورعايته لنظامه عبارة عن خلق مستمر متصل، ولكن إذا كان الله هو خالق الكون، وهو القوة التي توجه الإرادة البشرية، فليس هو الذي خلق البشر. ويرى أكويناس ما ارتآه أوغسطين من قبل، من أن الرذيلة فضيلة سالبة، وبعبارة أخرى إن الشر خير لم ينضج، وقد سمح الله بوجود الشر من أجل الخير، ولكنه لم يرده. (4) وأقوى من تصدى لنقد أكويناس ومعارضته دنس سكوتس
Duns Scotus
الذي ولد في إنجلترا أو إيرلندة حول سنة 1266م أو سنة 1274م على خلاف في ذلك، وتلقى علومه في جامعة أكسفورد، حين كانت معارضة الفلسفة التوماسية على أشدها، ثم كان فيما بعد أستاذا في أكسفورد وباريس وكولونيا، ومات سنة 1308م، ويرى أحد مؤرخي الفلسفة
Windelband
صفحة غير معروفة