2
فمن أشهر أساطير المصريين القدماء قصة «أوزيريس»
3
و«إيزيس»،
4
وخلاصتها: أن أوزيريس كان رسول الله في الأرض يحكمها بالعدل، فعلم الناس كيف يفلحون الأرض، وكيف يستخرجون المعادن من بطونها، وكان يلهمه هذه الرسالة «تحوت»
5
إله العلوم والمعارف؛ فلما أراد «أوزيريس» أن ينشر الحضارة في أنحاء الأرض، خلف زوجته «إيزيس» على عرش مصر، وخرج في جيش عظيم أخذ يجول به في البلاد، يعلم الناس هنا وهناك كيف يستثمرون الأرض ليأكلوا من طيبات الله رزقا حلالا؛ ثم قفل راجعا إلى مصر بعد أن أدى رسالته، فكان جزاؤه عند أخيه «سيت»
6
أن أرداه قتيلا؛ فقد تآمر «سيت» مع نفر من حزبه على الغدر بأخيه؛ فأعد في داره وليمة فاخرة تكريما لأوزيريس، وجهز في قاعة الوليمة صندوقا ثمينا زين بالحجارة الكريمة، وكان - لزينته - موضع إعجاب الحاضرين؛ فقال لهم «سيت» مازحا: «لقد وهبت هذا الصندوق لمن يملأ جسمه فراغه في دقة وإحكام.» فأخذ السامعون - وهم المتآمرون - يلجون الصندوق واحدا فواحدا، هذا يقصر عنه وذاك يطول، وهذا يضخم عنه وذلك يدق، حتى جاء دور أوزيريس، فساوى الصندوق وفاقا، ولم يكد يفعل حتى أسرع المتآمرون إلى الغطاء فأغلقوه وأحكموا إغلاقه، ثم ألقوا به في النيل.
صفحة غير معروفة