وبرغم ثبات الثوار واستماتتهم في حماية التروس، تضعضع صمودهم في النهاية أمام كثرة المقتحمين وقوة سلاحهم الناري. وبدءوا في الانسحاب للداخل من كل الاتجاهات في تكتيكات متوازية لحماية المتاريس التالية.
سقط الترس الأول.
فالثاني ...
فالثالث ...
فالرابع!
بدأت القوات في اقتحام المكان، واستمر مسلسل سقوط الشباب أمام فوهات المدافع الرشاشة، بينما تردد من على البعد صوت أذان الفجر يتردد من مكان بعيد، مناديا ببدء يوم جديد من رمضان. •••
مع شروق الشمس بدأ الجنون الحقيقي.
بداية الطوفان كان باقتحام فرقة أقرب لفرق الإعدام الجماعي، التي تقرأ عنها في تاريخ الحروب النازية، ومذابح الحروب العالمية، أكثر من مائتي جندي مسلح اقتحموا المكان من الاتجاهين الشرقي والغربي للسكة حديد، وراحوا يطلقون الرصاص على الرءوس مباشرة.
قتلوا كل الثوار في السكة الحديد دون رحمة ودون أن يطرف لهم جفن.
كانوا مشحونين بكراهية عظيمة ضدنا، بدت البغضاء في وجوههم، وأعينهم تضج بالمقت. كانوا يضربون بشدة، ويقتلون بغل، وكأنه قد تمت تعبئتهم على أن الثوار السلميين في ساحة الاعتصام هم أسوأ شيء في الوجود.
صفحة غير معروفة