إيدك على إيدي
زيد الترس قوة
الترس ده ما بنشال
الترس وراهو رجال
كانوا رجالا فعلا، أقاموا ملحمة بطولية عظيمة تتقزم أمامها كل بطولات قصص التاريخ، شباب يافع يقف في ثبات لا يصدق، أمام ترسانة نارية هائلة، ويقدمون أنفسهم في شجاعة وسخاء ليحموا إخوانهم وأخواتهم في ساحة الاعتصام.
لففت ساق الفتى المصاب وطلبت منه أن يستمر في الضغط على الجرح، وسألته: «هل تستطيع أن تمشي ؟»
هز رأسه مؤيدا، فأطلقته ونصحته أن ينسحب زحفا، هرعت لآخر مصاب في كتفه، شرعت في تعرية مكان الإصابة، فأمسكني من ساعدي وأشار لشاب آخر ملقى على مقربة قائلا: «أنا بخير، أنقذ هذا.»
سحبت الآخر ورحت أبحث في جسده بسرعة، أنفاسي تتلاحق وعقلي كآلة صماء، يشاهد الإصابات ويعالج المعلومات وينبئني بالحلول، يداي تتحركان بسرعة وإحكام، أضمد الجروح، أقدم الإسعافات الأولية، أسحب المصابين خلف تحصينات آمنة، أنفاسي تتلاحق وقلبي يخفق بعنف.
صوت الرصاص يتردد من عدة اتجاهات، وهتف أحدهم أنهم قد بدءوا في اقتحام المكان من كل الاتجاهات في توقيت واحد، انتشر دخان قنابل الغاز وراح الجميع يسعلون، ينطلق وابل النيران فيسقط واحد آخر، وآخر، وآخر، وآخر.
وبدا أن الموت لن ينتهي.
صفحة غير معروفة