يحضر ديفرين لزيارة زازا، وهو لا يعلم شيئا مما حدث، ويدخل غرفتها توا فلا يجدها فيها، ولا يجد إلا صورة ممزقة إربا وملقاة على الأرض؛ فإذا أمسك ببعض قطعها المتناثرة علم أنها صورته هو، وتخبره الخادمة أن زازا قد قر قرارها على الزواج بالدوق دي برساك!
وإذ يعلم ديفرين الحقيقة ويرى أن حبيبته قد هجرته، وأن غرامه قد تحطم، يقرر أن يقبل المنصب الذي عرض عليه بأمريكا، ويعزم على السفر بعد يومين مصطحبا زوجه وابنته.
وفي الحفلة الساهرة التي قامها الدوق تكريما لزوجه المستقبلة زازا، نجد الكل في سرور وانشراح والدوق مسرور جدا. أما زازا فهي الوحيدة في الحفلة التي تشعر بالحزن؛ فهي لا تزال تحب ديفرين ... وإلى جانب ذلك هي تبغض الدوق دي برساك، وإذ يشرب الحاضرون نخب زازا ويسمونها: «دوقة دي برساك المقبلة» تقوم هي وتصيح بهم أن: «بل اشربوا نخب زازا الماضية التي كانت تؤمن بالحب.» ... وفجأة تثور زازا وتبكي؛ فالحب لا يزال ملتهبا في نفسها؛ فهي تحب ديفرين حقا، وهي تعدل عن الزواج بالدوق وتصارحه بذلك وتخرج غاضبة، ثم لا تلبث أن تقرر أن تعود إلى المسرح لتجد فيه العزاء عن حبها، والسلوان عن غرامها، وهكذا يتحقق أمل «ريجول» - مدير مسرح الأوديون - ولا تنفصل زازا عن مسرحه ... •••
ولكن الحب لم يخمد في قلب زازا ولا في قلب ديفرين؛ فبعد سبع سنوات رجع ديفرين من أمريكا بعد أن ماتت زوجته هناك، وتذهب زازا لزيارته وتدخل المنزل، وتسير من غرفة إلى غرفة كما تسير في منزلها، وتصل إلى غرفة فتسمع فيها صوت «البيانو»، وتعرف من نغماته أن العازف يعزف أنشودة «لذة الحب»، وهي الأنشودة التي لا يحب ديفرين أنشودة غيرها وكثر ما عزفتها له في خلواتهما، فهي تعجب وتدخل الغرفة فتجد أن العازف فتاة جميلة تبلغ السادسة عشرة من عمرها، فهي تسألها: من هي؟ والفتاة تجيب مرة واحدة: «اسمي لوسيل، وإذا سألتيني عن والدي فهو فرانس ديفرين، ولكن بربك لا تسأليني عن أمي؛ فقد ماتت، ماتت في أمريكا.»
والفتاة تطلب من زازا أن تعزف لها أنشودة «لذة الحب»، وتجيب زازا طلبها، وتخرج الفتاة متلصصة؛ فتنادي والدها ليرى هذه الزائرة الغريبة.
وهناك إذ تتقابل العيون تخفق القلوب، وتبدأ نار الحب التي كانت على وشك الخمود في الاتقاد ثانية، ويكون ثم عناق طويل.
عن «شريط السينما»
غرام زائف
نزلت الفتاة من عربة الترام، ودخلت إلى مشرب القهوة؛ فاتجهت إليها الأنظار، وتهامس الحضور عن جمالها وظرفها، وتساءلوا: من تكون؟
سارت الفتاة دون أن تلتفت إلى أحد، ودخلت إلى غرفة خاصة داخل المشرب، وجلست وحيدة تنتظر، ثم شعرت بالملل فأمسكت جريدة وبدأت تقرأ، وكانت من حين لآخر تنظر إلى الساعة، ولم تلبث قليلا حتى دخل الشاب الذي كانت تنتظره؛ فسرت لمرآه وابتسمت، أما هو فقد تكلف إظهار البشاشة رغم أنه كان مصفر الوجه، شاحبه، كأن به مرضا، وما هو إلا مرض الحب!
صفحة غير معروفة