وفي ظني أنه كان يوجد هناك عثمانيون داخل جيش علي وعلى رأسهم الأشعث بن قيس الكندي كبير قبيلة كندة اليمانية وكان معظم اليمانية مع معاوية ويبدو أن الأشعث يريد الحصول على سمعة عندهم إضافة لحبه للأموال وبالتالي ميله إلى معاوية الذي كان يجيد إرضاء رؤساء القبائل!! فلذلك كان الأشعث من المصرين على التحكيم، ومن الذين أصروا على اختيار أبي موسى الأشعري أيضا، ليكون الطرف الممثل لأهل العراق في التحكيم، وكان أبو موسى الأشعري صديقا لمعاوية!! متوقفا عن نصرة علي أيام الجمل وليس أبو موسى مع فضله من كبار الصحابة فليس بدريا ولا أحديا.. بل ولا رضوانيا وإنما قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم خيبر. وكان يحسن الظن بالشاميين فلذلك خدعه عمرو بن العاص في قصة التحكيم المشهورة .
بعض الكتاب يرى أن الأمر فيه مؤامرة بين معاوية والأشعث بن قيس على اختيار أبي موسى الأشعري لأنه (أبا موسى) كان صديقا لمعاوية قبل الفتنة!! ولن يكون منه إلا ما يرضي معاوية!! لكنني لم أجد إلى الآن روايات موثوقا بها تدعم هذه المؤامرة، فلنأخذ الأمور على ظاهرها حتى يتبين لنا خلافها000
والتبديع ابن التكفير فمثلما يكون هناك تكفير بأدلة موهمة أو باطلة قد يكون التبديع بأدلة موهمة أو باطلة أيضا.
الحديث: (تركت فيكم ثقلين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وعترتي أهل بيتي) حديث صحيح بل عده بعض العلماء متواترا وأصله في صحيح مسلم وقد عارضه بعض جهلة أهل السنة بحديث (...كتاب الله وسنتي!!) وهو حديث ضعيف عند محققي أهل السنة مع أنه يمكن الجمع بينهما.
صفحة ٨٥