وبهذا يكون الذين يمتحنون الناس به هم أول من يخالف الالتزام بمضمونه!! وهم أولى بأن يختبروا أنفسهم في اللفظ والمدلول قبل أن يختبروا الناس في ذلك!!...؛ لأن السؤال به بدعة مع أن السائل يريد أن يتجنب بسؤاله البدعة وأهل البدع!! ويكون قد وقع في البدعة وقوعا أوليا لجهله بالمصطلح الشرعي وإلزام الناس بمصطلح بدعي وامتحان الناس بذلك ولأن الامتحان في الأمور العلمية التي لا يترتب عليها عمل كان من أعمال من يطلق عليهم الخوارج الذين خرجوا على الإمام علي وكانوا أول من مارس اختبار الناس في (عقائدهم!!) فذبحوا من لم يوافقهم من المسلمين وبقروا بطون النساء، لذلك فاختبارهم الناس في حد ذاته بدعة لم يكن يفعله النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا الخلفاء الراشدون!! ونحن نذمهم على فعلهم ونمارسه في الوقت نفسه!!.
السؤال الشرعي:
وإنما السؤال الشرعي يكون عن الإسلام في عمومه ثم عن الدين والأخلاق، فيقال هل فلان مسلم أم لا؟ ثم يجوز السؤال عن دين الرجل فيقال: كيف دينه؟ هل يصلي ويصوم000 هل يتجنب المحرمات كالسرقة والزنا وشرب الخمر000 هل يتحلى بالأخلاق من صدق وعدل و000 الخ.
فمثل هذه الأسئلة هي التي كان عليها (الصالحون من السلف) من صحابة وتابعين بإحسان وإنما قلت (الصالحون من السلف) لأنه أدق من لفظ (السلف الصالح) لأن السلف فيهم الصالح وغير الصالح فالماضي فيه الخير والشر لكن لفظة (الصالحون من السلف) أدق وأصدق.
صفحة ٣٤