فالبحث العلمي يحتاج لنفس طويل وجهد كبير يؤمن بالبحث العلمي عمقا وتفريعا ليوصلنا هذا إلى القناعة واليقين (العلم) أو يوصلنا للظن الراجح.
أخبرني أحد أساتذة العقيدة بإحدى الجامعات السعودية -وسأذكر اسمه إن لزم الأمر- أن الآراء الإلحادية لها وجود عند بعض الطلاب أثناء فتح باب الحوار معهم وهم من طلبة الأقسام الشرعية فضلا عن غيرها، وهذا للأسف كان بسبب قصور المنهج التعليمي الذي لا يتواصل مع أفكار الشباب ولا يجيب على كثير من استشكالاتهم ونحن نظن أننا بتحفظنا الشديد سنسهم في المحافظة على عقائد أبنائنا.
(محاضرة ألقيت في أحدية الدكتور راشد المبارك) 6/8/1420ه - 14/11/1999م.
سيأتي الكلام على (مصطلح العقيدة) وإثبات أنه مصطلح محدث وأن الأولى اجتنابه إلى المصطلحات أو الألفاظ الشرعية كالإيمان.
يقول ابن أبي يعلى (ما أحب أحد أحمد بن حنبل إما محب صادق أو عدو منافق إلا وانتفت عنه الظنون!! وأضيفت إليه السنن..!!) -انظر طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/15)_ وهذا دليل على إهمال العقائديين لمقياس الإسلام وإعمالهم للمقياس المبتدع المتمثل في الثناء على الموافق ولو كان منافقا كاذبا فاجرا بل يصبح ما يقوله (سنة!!) وتقبل أقواله في الأشخاص والكتب والتيارات والمذاهب سواء كان مدحا أو ذما وكلما كان أبعد عن العدل وعن الشريعة وأقرب للظلم ولتعصبات المذاهب كلما زاد مدحه وتقديره فلذلك يتسابق هؤلاء في التشدد والغلو وكذلك الحال عند الشيعة مثلا فكلما سارعت في الغلو في جعفر الصادق كلما جاءتك الممادح، وللأسف أن هذا المقياس الظالم المبتدع لا زال يعمل بقوة إلى اليوم عند كثير من المتمذهبين.
صفحة ٢٥