فهذه الإيمانيات الكبرى والواجبات الكبرى والمنهيات الكبرى علامات بارزة لمن أراد الهداية والاستقامة وكان له حظ من تدبر وتعقل وهذه الإيمانيات والواجبات والمنهيات كل لا يتجزأ وهي التي يتفق عليها جميع المسلمين فالاعتصام بهذه الأصول الكبرى مع الاتفاق بين المسلمين كانت خيرا للمسلمين من التركيز على الفرعيات والجزئيات التي لا يمكن الاتفاق فيها مع ما يسببه هذا من التفرق والاختلاف بينهم فما نكرهه في الاجتماع خير مما نحبه في الفرقة.
وكتب العقائد رغم ما فيها من حق قليل إلا أن فيها الكثير من الباطل بل هو الغالب عليها لما فيها من الأحاديث المكذوبة على النبي (صلى الله عليه وسلم) والإسرائيليات المشككة للمسلم والتكفير للمسلمين وزرع بذور الشقاق والتباغض والتنازع بين المسلمين وغير ذلك من الهوى والظلم والجهل سواء كان ذلك في كتب العقائد عند الشيعة أو السنة أو الإباضية أو الصوفية أو غيرهم ولم ينج من كثير من ذلك إلا بعض كتب المجتهدين في الماضي أو الحاضر وهي قلة نسبة إلى هذه الكثرة إضافة إلى ذلك فإن المؤلفين في كتب العقائد لم يرضوا بهذا حتى أدخلوا في العقيدة أمورا أخرى ووسعوا جانب العقيدة مع تشدد على المخالفين فأدخلوا مباحث الصحابة والدجال والمهدي المنتظر والمسح على الخفين والجهر بالبسملة وغير ذلك من الأخبار أو المواعظ أو الأحكام -فضلا عن التكفير والتبديع ونشر الأكاذيب- أدخلوا كل هذا وزيادة في العقيدة وأصبح المخالف في شيء من ذلك مبتدعا عندهم.
أهمية الحل في هذا العصر خاصة:
صفحة ٢٣