وكان الأعرابي يأتي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فيعلمه الإسلام في لحظات يسيرة ثم يعود إلى بلاده مسلما لا أحد يشكك في إسلامه أو إيمانه (عقيدته) -حسب الاصطلاح المتأخر- رغم أنه -أقصد ذلك الأعرابي أو الرجل- لا يعرف أكثر العقائد التي استحدثت فيما بعد من قبل أهل السنة ومخالفيهم نتيجة الصراعات السياسية والمذهبية التي جعلها البعض من العقائد الأساسية.
كيف تغير الأمر؟!
ونتيجة للصراعات السياسية والمذهبية -كما أسلفنا- تضخمت العقيدة وتوسعت مسائلها وتفرق المنادون بها طوائف متنازعة يكفر بعضهم بعضا ويبدع بعضهم بعضا ويستحل بعضهم دماء بعض وخرجت العقيدة من وظيفتها التي كان ينبغي أن تؤديها من عبادة الله وحده ومعرفة عظمته ومحبته وطاعته000 إلى عمل فكري محض يورث القلوب قسوة وشكوكا والأمة فرقة وأحقادا حتى أصبحت (العقيدة) في الأزمنة المتأخرة لا تعني عند الكثير من الناس إلا تتبع بعض المسلمين كالسلفيين أو الأشاعرة ما يرونه من المخالفات الفكرية عند غيرهم من المسلمين مع تناسي الأخطاء الكبيرة لأفكارهم، ثم إتباع ذلك التتبع بالتكفير أو التبديع والتضليل والتفسيق مع الاستعداء السياسي والاجتماعي!!.
الخطأ قديم!!
صفحة ١٦