إذن فلنجرب الحوار فيما بيننا داخل دائرة قال الله ورسوله وهذا الباحث الذي نغضب منه وهو على منهجنا الذي يرفع الراية نفسها قد نحتاجه يوما من الأيام في حوار مع آخرين لا يتفقون معنا في المنهج بل قد يكون له جهود في هذا الجانب يحتسب أجرها عند الله، فقد علمت من بعض الأخوة المنتسبين للعلم الشرعي ممن قد يساء به الظن أن بعض أفراد الطوائف الدينية عندنا هنا في المملكة وثقت فيه وظنوا أنه قريب منهم فأخذوا يسألونه عن أشياء ويعرضون عليه أشياء فكان يدخل معهم في نقاشات علمية هادئة أدت لهداية بعضهم وتخفيف البعض الآخر من غلوه أو تشككه في البنية المعرفية التي كان يسير عليها ولو خشي هؤلاء بأن هذا الشخص سيتجسس على شبههم ثم يشي بهم أو يشوه مقاصدهم لما جاءوه ولما حصلت هذه النتائج التي يرجى لها النجاح الأكبر في المستقبل .
إذن فليس من مصلحتنا أن نضحي بأبنائنا الباحثين الحريصين على دين الإسلام وشريعته وإذا تصورنا أن هناك مصلحة آنية في الإضرار بفرد من هؤلاء فيجب التفكير في ضرر هذا الضرر مستقبلا على الدين والوطن؛ فضلا عن الضرر الذي ينتظره عشرات أو مئات من الباحثين في الحاضر والمستقبل ؛ وكيف يمكننا التحكم في المستقبل القادم بمفاجاءات ننسى بها اختيارات البربهاري وابن بطة.
صفحة ١٣