القول المسدد في الذب عن مسند أحمد
الناشر
مكتبة ابن تيمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠١
مكان النشر
القاهرة
يَتَفَرَّقُونَ وَهُمْ يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ أَثْبَاتٌ مَعْرُوفُونَ إِلا الْوَاسِطَةَ الَّذِي بَيْنَ مَعْمَرٍ وَقَتَادَةَ وَمَعْمَرٌ قَدْ سَمِعَ مِنْ قَتَادَةَ غَيْرَ هَذَا وَلَكِنْ بَيَّنَ هُنَا أَنه لم يسمع إِلا بِوَاسِطَةٍ لَكِنْ إِذَا انْضَمَّتْ هَذِهِ الطَّرِيقُ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ عَرَفَ أَنَّ لِحَدِيثِ عَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاسٍ أَصْلا ثُمَّ وَجَدْتُ لأَصْلِ الْحَدِيثِ طَرِيقًا أُخْرَى أَخْرَجَهَا ابْنُ مَنْدَهْ فِي الصَّحَابَةِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عبد الله ابْن زَيْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ زَيْدٍ قَالَ وَقَفَ النَّبِيُّ ﷺ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَطَوَّلَ عَلَيْكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا فَوَهَبَ مُسِيئَكُمْ لِمُحْسِنِكُمْ وَأَعْطَى مُحْسِنَكُمْ مَا سَأَلَ وَغَفَرَ لَكُمْ مَا كَانَ مِنْكُمْ وَفِي رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ مَنْ لَا يُعْرَفُ حَالُهُ إِلا أَنَّ كَثْرَةَ الطُّرُقِ إِذا اخْتلفت المخارج نزيد الْمَتْن قُوَّة وَالله أعلم
الحَدِيث الثَّامِن
قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ حَدَّثَنَا يحيى بن أبي بكير ثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا مُوسَى بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ إِنَّ آدَمَ لَمَّا أُهْبِطَ إِلَى الأَرْضِ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ أَيْ رَبِّ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ قَالُوا رَبَّنَا نَحْنُ أَطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ قَالَ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ هَلُّمُوا مَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلائِكَةِ فَنَنْظُرُ كَيْفَ يَعْمَلانِ قَالُوا رَبَّنَا هَارُوتُ وَمَارُوتُ قَالَ فَاهْبِطَا إِلَى الأَرْضِ فَتَمَثَّلَتْ لَهُمَا الزَّهْرَةُ امْرَأَةً مِنْ أَحْسَنِ الْبَشَرِ فَجَاءَاهَا فَسَأَلاهَا نَفْسَهَا فَقَالَتْ لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَكَلَّمَا بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ مِنَ الإِشْرَاكِ قَالا لَا وَاللَّهِ لَا نُشْرِكُ بِاللَّهِ أَبَدًا فَذَهَبَتْ عَنْهُمَا ثُمَّ رجعت إِلَيْهِمَا وَمَعَهَا صَبِيٌّ تَحْمِلُهُ فَسَأَلاهَا نَفْسَهَا فَقَالَتْ لَا وَاللَّهِ حَتَّى تَقْتُلا هَذَا الصَّبِيَّ فَقَالا لَا وَاللَّهِ لَا نَقْتُلُهُ أَبَدًا فَذَهَبَتْ عَنْهُمَا ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَيْهِمَا بِقَدَحٍ مِنْ خَمْرٍ تَحْمِلُهُ فَسَأَلاهَا نَفْسَهَا فَقَالَتْ لَا وَالله حَتَّى تشربا هَذَا
1 / 38