القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد

الشوكاني ت. 1250 هجري
50

القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد

محقق

عبد الرحمن عبد الخالق

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٩٦

مكان النشر

الكويت

الِاجْتِهَاد وَلَو لم يحدث من مفاسد التَّقْلِيد إِلَّا هِيَ لَكَانَ فِيهَا كِفَايَة وَنِهَايَة فَإِنَّهَا حَادِثَة رفعت الشَّرِيعَة بأسرها واستلزمت نسخ كَلَام الله وَرَسُوله وَتَقْدِيم غَيرهمَا واستبدال غَيرهمَا بهما يَا ناعي الْإِسْلَام قُم وانعه ... قد زَالَ عرف وبدا مُنكر وَمَا ذكرنَا فِيمَا سبق من أَنه كَانَ فِي الزيدية والهدوية فِي الديار اليمنية انصاف فِي هَذِه الْمَسْأَلَة بِفَتْح بَاب الِاجْتِهَاد فَذَلِك إِنَّمَا هُوَ فِي الأزمنه السَّابِقَة كَمَا قَرَّرْنَاهُ فِيمَا سلف وَأما فِي هَذِه الْأَزْمِنَة فقد أدركنا مِنْهُم من هُوَ أَشد تعصبا من غَيرهم فَإِنَّهُم إِذا سمعُوا بِرَجُل يَدعِي الِاجْتِهَاد وَيَأْخُذ دينه من كتاب الله وَسنة رَسُوله ﷺ قَامُوا عَلَيْهِ قيَاما تبْكي عَلَيْهِ عُيُون الْإِسْلَام وَاسْتَحَلُّوا مِنْهُ مَا لَا يستحلونه من أهل الذِّمَّة من الطعْن واللعن والتفسيق والتنكير والهجم عَلَيْهِ إِلَى دياره ورجمه بالأحجار والاستظهار وتهتك حرمته وَتعلم يَقِينا لَوْلَا ضبطهم سَوط هَيْبَة الْخلَافَة أعز الله أَرْكَانهَا وشيد سلطانها لاستحلوا إِرَاقَة دِمَاء الْعلمَاء المنتمين إِلَى الْكتاب وَالسّنة وفعلوا بهم مَا لَا يَفْعَلُونَهُ بِأَهْل الذِّمَّة وَقد شاهدنا من هَذَا مَا لَا يَتَّسِع الْمقَام لبسطه

1 / 66