القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد

الشوكاني ت. 1250 هجري
35

القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد

محقق

عبد الرحمن عبد الخالق

الناشر

دار القلم

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٩٦

مكان النشر

الكويت

المشتغلين بعلوم الِاجْتِهَاد فَلم نجد فيهم وَاحِدًا مِنْهُم يَقُول أَن التَّقْلِيد صَوَاب وَمِنْهُم من صرح بانكار التَّقْلِيد من أَصله وَإِن كَانَ فِي كثير من الْمسَائِل الَّتِي يعتقدها المقلدون فَوَقع بَينه وَبَين أهل عصره قلاقل وزلازل ونالهم من الامتحان مَا فِيهِ توفير أُجُورهم وَهَكَذَا حَال أهل سَائِر الديار فِي جَمِيع الاعصار وَبِالْجُمْلَةِ فَهَذَا أَمر يُشَاهِدهُ كل أحد فِي زَمَنه فَإنَّا لم نسْمع بِأَن أهل مَدِينَة من الْمَدَائِن الإسلامية أَجمعُوا أَمرهم على ترك التَّقْلِيد وإتباع الْكتاب وَالسّنة لَا فِي هَذَا الْعَصْر وَلَا فِيمَا تقدمه من العصور بعد ظُهُور الْمذَاهب بل أهل الْبِلَاد الإسلامية أجمع أَكْتَع مطبقون على التَّقْلِيد وَمن كَانَ مِنْهُم منتسبا إِلَى الْعلم فَهُوَ إِمَّا أَن يكون غلب عَلَيْهِ معرفَة مَا هُوَ مقلد فِيهِ وَهَذَا عِنْد أهل التَّحْقِيق لَيْسَ من أهل الْعلم وَإِمَّا أَن يكون قد اشْتغل بِبَعْض عُلُوم الِاجْتِهَاد وَلم يتأهل للنَّظَر فَوقف تَحت ربقة التَّقْلِيد ضَرُورَة لَا اخْتِيَارا وَإِمَّا أَن يكون عَالما مبرزا جَامعا لعلوم الِاجْتِهَاد فَهَذَا الَّذِي يجب عَلَيْهِ أَن يتَكَلَّم بِالْحَقِّ وَلَا يخَاف فِي الله لومة لائم إِلَّا لمسوغ شَرْعِي وَأما من لم يكن منتسبا إِلَى الْعلم فَهُوَ إِمَّا عَامي صرف لَا يعرف التَّقْلِيد وَلَا

1 / 51