آية المودة
2. آية المودة وهي قوله تعالى: ?قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى?[ الشورى: 23].
أوضح الرسول الأكرم أن عليا، وفاطمة، وحسنا، وحسينا هم القربى الذين تجب مودتهم، ويلحق بهم أبنائهم. ذكر ذلك جمع من المفسرين،والمحدثين،والمؤرخين.
قال الزمخشري أنها لما نزلت قيل: يارسول الله من قرابتك هولاء الذين وجبت علينا مودتههم.
قال: علي، وفاطمة، وأبنائهما.
أقول: قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى. بعد نقل الرواية المتقدمة عن صاحب الكشاف ما لفظه: فثبت أن هولاء الأربعة أقارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وإذا ثبت هذا وجب أن يكونوا مخصوصين بمزيد من التعظيم.
قال: ويدل عليه (يعني إختصاصهم بمزيد التعظيم) وجوه:
الأول: قوله تعالى: ?إلا المودة في القربى?[ الشورى: 23 ]. ووجه الإستدلال به ما سبق. يعني به ما تقدم من قوله قبل ذلك في أن آل محمد عليهم السلام هم الذين يؤول أمرهم إليه، فكل من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل. ولا شك أن فاطمة، وعليا، والحسن، والحسين عليهم السلام كان التعلق بينهم، وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أشد التعلقات وهذا معلوم بالنقل المتواتر. فوجب أن يكونوا هم الآل.
صفحة ٢٩