القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع

شمس الدين السخاوي ت. 902 هجري
243

القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع

الناشر

دار الريان للتراث

كتب لي أبو طاهر المخلص أجزاء بخطه فرأيته فيها إذا جاء ذكر النبي ﷺ قال ﷺ تسليمًا كثيرًا كثيرًا كثيرًا قال أبو علي فيألته عن ذلك وقلت له لم تكتب هكذا فقال كنت في حداثة سني أكتب الحديث وكنت إذا جاء ذكر النبي ﷺ لا أصلي عليه فرأيت النبي ﷺ في النوم فأقبلت إليه واراه قال فيلمت عليه فأدار وجهه عني ثم درت إليه من الجانب الآخر فأدار وجهه ثانية عني فاستقبلته ثالثة فقلت يا نبي الله لم تدبر وجهك عني فقال لأنك إذا ذكرتني في كتابك لا تصلي علي قال فمن ذلك الوقت إذا كتبت النبي ﷺ تسليمًا كثيرًا كثيرًا كثيرًا رواه ابن بشكوال أيضًا وعنده أيضًا من طريق قاسم بن محمد أنه كان يلحق في كتابه إذا أتى ذكر النبي بين السطرين ﷺ ثم عقبه بقوله فرضي الله عن قاسم وغفر له فلقد أعجبني فعله هذا وكثيرًا ما أفعل في كتبي نفعنا الله بذلك وجعل أعمالنا لوجهه، وعن حمزة الكناني قال كنت أكنب الحديث وكنت أكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه فرأيت النبي ﷺ في المنام فقال مالك لا تتم الصلاة علي فما كتبت بعد ذلك صلى الله عليه إلا كتبت وسلم رواه ابن الصلاح والرشيد العطار وأورده الذهبي في ترجمة حمزة من تاريخه ناقلًا له عن ابن مندة عنه بلفظ ما تختم الصلاة علي في كتابك. وعن أبي زكريا يحيى بن مالك بن عائذ العائدي قال حدثنا صاحب لنا من أهل البصرة قال كان رجل من أصحابنا يكتب الحديث ولا يصلي على النبي ﷺ إذا ذكره ويحذف ذلك شحا منه على الورق قال فلقيته به وقد وقعت الاكلة في يده اليمنى رواه ابن بشكوال وقال النميري سمعت أبا جعفر أحمد بن علي المقرئ يقول سمعت أبي يقول رأيت نسخة من كتاب التمهيد لأبي عمر بن عبد البر قد تعمد ناسخها إسقاط الصلاة على النبي ﷺ حيث وقع ذكره منها وعرضها للبيع فتقص ذلك كثيرًا من ثمنها وباعها ببخس مع أن ناسخها لم يرفع الله تعالى له علمًا بعد وفاته وقد كان يحسن بابا من العلم هذا أو معناه ﷺ تسليمًا كثيرًا وعند النميري أيضًا عن أبيه قال كتب رجل من العلماء نسخة من كتاب الموطأ بخطه وتأنق فيها وحذف منها الصلاة على النبي ﷺ حيث ما وقع له فيه ذكر وعوض عنها (ص) وقصد به بعض الرؤساء ممن يرغب في اقتناء الكتب وشرى

1 / 253