القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع
الناشر
دار الريان للتراث
الفصل الرابع: في معنى إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي
قوله أني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي معناه أكثر الدعاء فكم أجعل لك من دعائي صلاة عليك؟ وقد صرحت الرواية الأخرى بذلك كما قدمناه وقيل المراد الصلاة حقيقة والمراد نفي ثوابها أو مثل ثوابها. قال بعض شراح المصابيح الصلاة هنا بمعنى الدعاء والورد ومعناه أن لي زمانًا أدعو فيه لنفيي فكم أصرف من ذلك الزمان للصلاة عليك فلم ير ﷺ أن يعين له في ذلك حدا لئلا يغلق عليه باب المزيد فلم يزل يفوض الإختيار إليه مع مراعاة الحث على المزيد حتى قال أجعل لك صلاتي كلها أي أصلي عليك بدل ما أدعو به لنفيي فقال إذا يكفي همك أي ما أهمك من أمر دينك ودنياك، لأن الصلاة عليه مشتملة على ذكر الله تعالى وتعظيم الرسول ﷺ وهي في المعنى إشارة له بالدعاء لنفيه كما في قوله ﷺ حكاية عن ربه ﷿ من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين، فقد علمت أنك إن جعلت الصلاة على نبيك معظم عبادتك كفاك الله هم دنياك وآخرتك.
فائدة: هذا الحديث أصل عظيم لمن يدعو عقب قراءته فيقول أجعل ثواب ذلك لسيدنا رسول الله ﷺ حيث قال فيه أجعل لك صلاتي كلها قال إذا يكفي همك، وإما من يقول مثل ثواب ذلك زيادة في شرفه ﷺ مع العلم بكماله في الشرف فلعله لحظ أن معنى طلب الزيادة أن يتقبل قراءته فيثبته عليها وإذا أثيب أخد من الأمة على فعل طاعة من الطاعات كان للذي علمه نظير أجره وللمعلم الأول وهو الشارع ﷺ نظير جميع ذلك، فهذا معنى الزيادة في شرفه وإن كان شرلافه مستقرًا حاصلًا، وقد ورد في القول عند رؤية الكعبة. اللهم زد هذا البيت تشريفًا وتعظيمًا، فإذا عرف هذا عرف أن معنى قول الداعي أجعل مثل ثواب ذلك أي تقبل هذه القراءة ليحصل ثزاب ذلك للنبي ﷺ. هذا حاصل مل تلقنته عن شيخنا وهو حسن والله الموفق.
1 / 144