القوانين المحكمة في الاصول المتقنة
الناشر
دار المحجة البيضاء، 2010
تصانيف
ويحكى أنه رحمهالله كان ورعا جليلا بارعا نبيلا ، كثير الخشوع غزير الدموع دائم الأنين باكي العينين ، وكان مؤيدا مسددا كيسا في دينه فطنا في أمور آخرته شديدا في ذات الله مجانبا لهواه مع ما كان عليه من الرئاسة وخضوع ملك عصره وأعوانه له ، فما زاده إقبالهم إليه إلا إدبارا ولا توجههم إلا فرارا ، فكان حريصا من الاقتراب الى السلطان ، وكثيرا ما كان يقول له : اعدل فإني أتخوف على نفسي من الارتباط معك فأدخل تحت قوله تعالى : (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار).
ولما رغب السلطان وقرر تزويج ابنته من ابن الميرزا القمي وهو الولد الذكر الوحيد له ، حاول الميرزا أن يكون حائلا من تحقق هذا الزواج خوفا منه على دين ابنه أن يستدرج الى البلاط الملكي فيورطونه في مظالمهم ، ولما كانت محاولاته تلك لم تفلح لأجل عزم السلطان وإصراره على ذلك ، مما جعل الميرزا يتضرع الى الله سبحانه وتعالى والطلب منه تعالى أن يقبض روح ابنه قبل التورط معهم ، وبعد اتمام الدعاء مات ابن الميرزا غريقا.
وفيما يحدث عن جده واجتهاده في تحصيله للعلم ، انه كان يضع على السراج طاسة أمامه ، فإذا غلبه النوم ووضع يده على الطاسة نام فقط بمقدار ما تسخن الطاسة ، بعد ذلك لا يطيق وضع يده عليها فينتبه.
ويظهر لي من خلال تتبعي لكلماته في «قوانينه» ونقله لكلمات الآخرين ، أنه كان حافظا لكثير من الأقوال استظهارا ، وفي أثناء تصنيفه للكتاب المذكور كان يذكرها فيقولها او يكتبها من دون أن يعود الى كتاب.
في تصانيفه :
منها : «القوانين المحكمة في الأصول» وفرغ منه في سنة 1205 كما في «الذريعة».
«حاشية في الأصول شرح على شرح المختصر» ، لأن الحاجب العضدي شرح تهذيب العلامة في الأصول.
«غنائم الأيام فيما يتعلق بالحلال والحرام» في الفقه الاستدلالي في قسم العبادات.
صفحة غير معروفة