٩- ما روي أن الحديث من الوحي:
عن المقدام بن معديكرب قال: قال رسول الله ﷺ: "ألا أوتيت القرآن، ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول علكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه وإن ما حرم رسول الله ﷺ كما حرم الله". رواه أبو داود والدارمي وابن ماجه.
وعن حسان بن عطية قال: "كان جبريل ﵇ ينزل على رسول الله ﷺ بالنسبة كما ينزل عليه بالقرآن، ويعلمه إياها كما يعلمه القرآن".
وعن مكحول قال: قال رسول الله ﷺ: "آتاني الله القرآن ومن الحكمة مثليه" أخرجهما أبو داود في مراسيله.
قال أبو البقاء في كلياته: "والحاصل أن القرآن والحديث يتحدان في كونهما، وحيًا منزلًا من عند الله بدليل: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ ١، إلا أنهما يتفارقان من حيث إن القرآن هو المنزل للإعجاز والتحدي به بخلاف الحديث، وإن ألفاظ القرآن مكتوبة في اللوح المحفوظ، وليس لجبريل ﵇، ولا للرسول ﵊ أن يتصرفا فيها أصلًا، وأما الأحاديث فيحتمل أن يكون النازل على جبريل معنى صرفًا فكساه حلة العبارة وبين الرسول بتلك العبارة أو ألهمه كما نتفقه٢، فأعرب الرسول بعبارة تفصح عنه". ا. هـ.
وفي المراقاة أن "منهم"٣ من قال بأنه ﵊ كان مجتهدًا ينزل اجتهاده منزلة الوحي لأنه لا يخطئ وإذا أخطأ ينبه عليه بخلاف غيره.
وفيها عن الشافعي أنه قال: "كل ما حكم به رسول الله ﷺ فهو مما فهمه من القرآن، قال: لقوله -صلى الله عليه وسلم٤: "إني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه" وقال: "جميع ما تقوله الأئمة شرح للسنة جميع السنة شرح للقرآن" وقال: "ما نزل بأحد من الدين نازلة إلا وهي في كتبا الله تعالى".
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود: "إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصديقه من كتاب الله". وعن ابن جبير: "ما بلغني حديث على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله تعالى". ا. هـ.
_________
١ سورة النجم، آية: ٤.
٢ كذا في كليات أبي البقاء ص٢٨٨ القاهرة، المطبعة الأميرية، ١٢٨١، طبعة ثانية.
٣ لفظ -منهم- غير موجود في الأصل، ولكن اقتضاه السياق فأثبتناه بين هلالين.
٤ رواه البزار من حديث معقل بن يسار بلفظ: اعملوا بالقرءان، وأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، واقتدوا به.
1 / 59