245

قواعد تفسير الأحلام

محقق

حسين بن محمد جمعة

الناشر

مؤسسة الريان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١هـ - ٢٠٠٠م

مكان النشر

بيروت

وَمَا تمّ مرادكم، ثمَّ تحولت إِلَى خطبت امْرَأَة غنية، قلت لَهُ: أَيْن كَانَ الْمِنْبَر، قَالَ: كَانَ فِي غير جَامع، قلت لَهُ: صَنْعَة ابْنهَا نجار أَو يخْدم الْبَسَاتِين وَرُبمَا يتاجر فِي الْخشب، قَالَ: صَحِيح الْمَجْمُوع فِيهِ، وَدَلِيله لَو كَانَ الْمِنْبَر فِي أَمَاكِن الْعِبَادَة قُلْنَا بَيت عَالم أَو جليل الْقدر وَنَحْو ذَلِك فَلَمَّا لم نجده كَذَلِك أعْطى أَنه التزق إِلَى من يعْمل الْخشب، أَو يربح مِنْهُ. وَقَالَ لي خطيب: رَأَيْت أَن منبري صَار جَدِيدا، قلت: لَهُ يَتَجَدَّد لَك توقع بِمنْصب جَدِيد وَرُبمَا تتولى قطرًا، فَجَاءَهُ توقيع بِالنّظرِ. وَقَالَ لي نَاسخ: رَأَيْت أنني أكتب فِي ورق فَيصير ألواحًا، قلت لَهُ: تنْتَقل من النّسخ وَتصير معلم مكتب. وَقَالَ آخر: رَأَيْت أنني آخذ نبتًا من الأَرْض وأكتب عَلَيْهِ، قلت: تتولى على دَار الْخضر أَو مَوضِع تبَاع فِيهِ الْفَوَاكِه، فَصَارَ كَذَلِك. وَمثله رَأَتْ امْرَأَة، قلت: تصيرين ماشطة تكتبين للنِّسَاء وَالْبَنَات فِي الأفراح وتنقشينهن، فَصَارَت كَذَلِك. فافهمه. [١٦٤] فصل: من عمل عملا، دون عمله: دلّ على الْفقر، والنكد، ونزول الْمرتبَة، والتنقل من حَال إِلَى حَال أردى مِنْهُ. كمن صَنعته صياغة الْفضة، أَو الذَّهَب، فَيرى أَنه يصوغ الْحَدِيد. أَو كطباخ، يطْبخ لُحُوم الْغنم، فيطبخ لُحُوم الْإِبِل، أَو الْبَقر. وكبائع الْجَوَاهِر، والؤلؤ، يرى أَنه يَبِيع الخرز، أَو الخزف. وكتاجر القماش الْمليح، يرى أَنه يَبِيع الأكسية، أَو المشاق، وَأَمْثَاله ذَلِك. لِأَن كل من فعل فعلا، لَا يَلِيق بِهِ: فَهُوَ شهرة، ردية، فِي حَقه.

1 / 351