162

قواعد تفسير الأحلام

محقق

حسين بن محمد جمعة

الناشر

مؤسسة الريان

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢١هـ - ٢٠٠٠م

مكان النشر

بيروت

دالون على ذَوي الأقدار لعدم من يساويهم، وهم فِي الْمَوَاضِع الْمُعْتَادَة لمثل ذَلِك فهم أنزل مرتبَة مِمَّا ذكرنَا لقلَّة هيبتهم وَقلة سمكهم ودوابهم وَقلة مشي الرَّاكِب فيهم فافترقوا لذَلِك. [٩٧] وَأما نشاف أحد ذَلِك فدليل على هَلَاك من دلوا عَلَيْهِ أَو على تَعْطِيل مكسبه. قَالَ المُصَنّف: وَرُبمَا دلّ نشاف أحدهم على قلَّة الأمطار فِي تِلْكَ السّنة، وَكَثْرَة الْأَمْرَاض الحارة المعطشة، وعَلى قلَّة مَجِيء المراكب فِي مَوضِع يصلح ذَلِك، وعَلى قلَّة مَجِيء الْحَيَوَان من تِلْكَ الْجِهَة كالسمك وَنَحْوه، وَيدل على قطع الطرقات لكَونه بَطل مشي المراكب أشبه بطلَان مشي الأرجل من ذَلِك الْمَكَان، وَيدل على آفَة تقع فِي الملابس لعدم مَا يقصر بِهِ أَو يغسل فِيهِ وعَلى موت الْحَيَوَان لزوَال مَا كَانَ يشرب مِنْهُ وعَلى تلاف الزَّرْع وَالثِّمَار الَّتِي كَانَت تسقى مِنْهُ وَكَذَلِكَ يدل مصيرهم دَمًا أَو تغرهم فِي صفة لَا تَنْفَع كنفعه على مَا دلّ عَلَيْهِ نشافهم فَافْهَم ذَلِك موفقًا إِن شَاءَ الله تَعَالَى. [٩٨] وَأما هيجانه أَو زِيَادَته الْمضرَّة: فنكد أَو تَغْيِير من دلوا عَلَيْهِ وميله إِلَى الْجور والعداوة، وَأما مصيرهم دَمًا أَو جيفًا أَو نَارا وَهُوَ يُؤْذِي أهل ذَلِك الْمَكَان فنكد مِمَّن دلوا عَلَيْهِ أَو عَدو أَو أَخْبَار مؤذية أَو أمراض متلفة أَو حروب، وَرُبمَا مرض من دلوا عَلَيْهِ، أَو نزلت بِهِ آفَة، أَو تعطلت معايش ذَلِك الْمَكَان.

1 / 268