قواعد تفسير الأحلام
محقق
حسين بن محمد جمعة
الناشر
مؤسسة الريان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢١هـ - ٢٠٠٠م
مكان النشر
بيروت
تصانيف
تفسير الأحلام
دَقِيق أَو خبز أَو شَيْء مِمَّا فِيهِ نفع احْتِرَاز مِمَّا لَو أتلف الزراعات أَو الأدر أَو الملابس أَو شَيْئا نَافِعًا صَار رديًا. وَإِذا انْتفع النَّاس بِهَذِهِ المؤذية دلّ على الْفَائِدَة من حَيْثُ لَا يحْتَسب، وَأمن من حَيْثُ يخَاف، وَيدل على الْحَاجة أَيْضا، وأوقات الضَّرُورَة. كَمَا قَالَ إِنْسَان: رَأَيْت أنني آكل الْحَيَّات والعقارب، قلت: أَنْت رجل حاوي. وَرَأى آخر أَنه يَأْكُل الْمَوْتَى، قلت: أَنْت تَأْخُذ أكفان الْمَوْتَى وَأَنت حفار الْقُبُور، قَالَ: نعم، لِأَن وَضعه الْمَوْتَى فِي فُؤَاده كالدفن لَهُم. وَرَأى آخر أَنه يَأْخُذ الْمَوْتَى يضعهم فِي فَمه من غير أَن يبتلعهم ثمَّ يَرْمِي بهم، قلت: أَنْت مغسل الْمَوْتَى، قَالَ: نعم، وَكَانَ دَلِيله أَن الرِّيق فِي الْفَم كَالْمَاءِ الَّذِي يغسل بِهِ الْمَوْتَى. فَافْهَم ذَلِك.
[٥٧] فصل: فَإِن طلع إِلَى السَّمَاء عصافير أَو نحل أَو ذُبَاب فموت يَقع فِي ذَلِك الْمَكَان الَّذِي طلع مِنْهُ على قدر كثرته وقلته، أَو رحيل يَقع فِي ذَلِك الْمَكَان. وَكَذَلِكَ كل مَا كَانَ من الْحَيَوَانَات النافعة. قَالَ المُصَنّف: دلّ الطالع إِلَى السَّمَاء على مَا ذكرنَا لِأَنَّهَا أَرْوَاح صعدت إِلَى مَحل صعُود الْأَرْوَاح فَدلَّ على الْمَوْت وَدلّ على الرحيل لنقلهم من الأَرْض إِلَى مَكَان آخر. وَقَالَ لي إِنْسَان: رَأَيْت كَأَن جَمِيع الذُّبَاب الَّذِي فِي بَيْتِي قد طَار جملَة وَاحِدَة، قلت لَهُ: عنْدك طيور مسجونة ودجاج، قَالَ: نعم، قلت: يهرب الْجَمِيع أَو يموتوا أَو يسرقوا، فَذكر أَن ولدا لَهُ صَغِيرا فتح أماكنهم فطار الْجَمِيع. فَافْهَم ذَلِك.
[٥٨] فصل: وَأما إِن كَانَ ارْتَفع أَقسَام الشَّرّ كالحيات أَو العقارب أَو
1 / 234