الواعد الكشقية الموضحة لمعاني الصفات الالهية الان قيل : فإذا كان تعلق علم الحق تعالى بالخلق قديما، وهم معلوم علمه ومعلوم العلم لا يفارق العلم، فيم تميز الحق تعالى عن خلقه اافقالجواب : قد تقدم في هذه الأجرية أن الحق تعالى تميز عن خلقه بكونه خالقا، والمالم كله مخلوق، قلولا إخراجه تعالى للعالم كله من مكنون علمه إلى الوجود الخاص بنا؛ لما قدر أحد من العالم أن يخرج نفسه من العدم قد ذكر الشيخ رضي الله عنه هذه المسالة في الباب الحادي عشر وأربعماية أطال بيانها ثم قال: وهذا يدلك على أن العلم تابع للمعلوم، [و](1) ما هو المعلوم تابع للعلم، وهي مسألة دقيقة، ما في علمي أن أحدا نبه عليها من اهل الله تعالى، إلا إن كان وما وصل(6) إلينا، وما من أحد إذا تحققها يمكنه أن اكرها، وفرق بين أن يكون الشيء موجودا فيقذم العلم بوجوده، وبين كونه على اهذه الصورة حال عدمه الأزلي له ؛ إذ لا يعقل بين العلم والمعلوم بوزن زماني اما ثم تمييز إلا بالرتبة فقط، وهو آن العالم كله مفعول لله، والله تعالى هو الفاعل له.
اقال: ولو لم يكن في كتاب "الفتوحات" إلا هذه المسألة لكانت كافية لكل ذي اظر شديد، وعقل سليم، وأطال في ذلك ثم قال في حديث: "إن أحدكم ليعمل امل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها"(3) ااعلم أن الحق تعالى ما كتب إلا ما علم، وما علم إلا ما شهد من صور لمعلومات على ما هي عليه في أنفسها، ما يتغير منها وما لا يتغير، فهو يشهدها الها في حال عدمها على تنويحات تغيراتها، فلم يوجدها إلا على صورة ما هي عليه في علمه القديم، فما ثم كتاب يسبق إلا بإضافة الكتاب [47/ب] إلى ما يظهر به (1) زيادة لاستقامة التص 2) هكذا العبارة في المخطوطتين، ولعل قوله (وما) من زيادة النساخ، ويكون أصل الكلام: إلا إن اان وصل إلينا. أي إلى مقامنا، والله أعلم 3) أخرجه البخاري (3036) و(3154)، وملم (2643).
صفحة غير معروفة