لا أعلم، وها أنا قد كشفت رأسي بين يديك، نادما، مقلعا، عازما على اتباع أمرك، واجتناب نهيك، والعمل بما أنزلته في كتابك على النبي الكريم، نبيي، وشيخي، وأستاذي، ثم تقول الدعاء المشروع فيما رواه البخاري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
فلا تبرح من مكانك حتى يرق قلبك، وتجري دمعتك، ندما وخضوعا، وإذعانا، وانقيادا لمولاك، فذلك علامة الخير، ورجاء قبول التوبة.
الفصل الثالث
من هذه الطريقة المحمدية : إذا رجعت إلى منزلك ، احفظ هذه التوبة، وحكم هذا العهد الذي عاهدت.
فإن قلت : فكيف أحفظه? قلت: اعلم أنك عاهدت ربك عز وجل على لزوم طاعته، فحفظ هذا العهد إنما يكون بحفظ اللسان طول النهار ، عن الغيبة، والنميمة، والزور، وكل كلام لا فائدة فيه، فإن الملائكة عن يمينك وشمالك، يكتبون أقوالك وأفعالك، قال الله تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
صفحة ٢٧